الحياة برس - حذر جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء من "سوء فهم " الغرض من مؤتمر "السلام إلى الازدهار" الذي تم وضعه خلال ورشة عمل استمرت يومين مع قادة الاقتصاد العالميين الأسبوع الماضي في البحرين. 
خلال محادثة هاتفية مدتها 30 دقيقة مع عدد من وسائل الإعلام في العالم العربي ، أكد كوشنر أن "الخطة الاقتصادية" كانت بمثابة حافز وأساس لـ "خطة سياسية" يتوقع أن يحددها ترامب في وقت لاحق من العام. لكنه قال إن الخطة الاقتصادية لن تحدث ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي ، ويمكن إعادة تركيز الجهد الاقتصادي على مناطق أخرى بما فيها إفريقيا.
وقال إنه سيكون هناك المزيد من الجهود الأسبوع المقبل لكنه لم يحدد موعدًا للكشف عن "الخطة السياسية".
ووصف كوشنر منتقديه بأنهم "جاهلين " وقد فشلوا في معالجة حل الدولتين، وحث الفلسطينيين على المشاركة في العملية وأكد أن الباب لا يزال مفتوحًا لمشاركتهم.
وقال "لن تكون هناك خطة اقتصادية ما لم يكن هناك حل سياسي" للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضاف أن الخطة الاقتصادية سيتم تنفيذها فقط في حال وجود اتفاق سلام، ولا يمكن أن نمضي في استثمار الأموال في ظل الوضع الراهن، مؤكداً أنه لن يتم البدء في الخطة الاقتصادية حتى نصل لسلام حقيقي عادل وقابل للتطبيق.
ودعا كوشنر الفلسطينيين للعودة الى " رشدهم " ويتبنوا الخطة ويوافقوا عليها، متهماً القيادة الفلسطينية بالفشل في اتخاذ خطوات بناءة لجعل مجتمعهم أكثر أماناً وشعبهم أكثر ازدهاراً.
مضيفاً:" أعتقد أن القيادة الفلسطينية ارتكبت خطأ استراتيجي بعدم المشاركة في الورشة، وتعتزم الإدارة الأمريكية معالجة القضايا السياسة في وقت لاحق ".
واتهم القيادة الفلسطينية بعدم العمل لصالح الشعب الفلسطيني وإزدهاره حسب ادعائه، وأن أعذارهم لعدم المشاركة غير موضوعية وغير مفهومة.
وواصل هجومه على القيادة الفلسطينية متهماً المحيطين بالرئيس محمود عباس بالعمل على إفساد الخطوات الأمريكية.
وحول عدم نجاح الخطة الأمريكية الحالية باقناع الجانب الفلسطيني قال كوشنر:" إن الأشخاص الذين يقدمون النقد لم يستمعوا للخطة، ولا يريدون فهم ما نحاول القيام به، وهم فقد يريدون الانتقاد ولا يسعون للانفتاح".

العرب مسؤولين عن الأزمة

وراى كوشنر أن العالم العربي يتحمل مسؤولية كبيرة من الأزمة، وفشل في استيعاب ما يقرب 8 ملايين فلسطيني بعد حرب 1948، في حين أن دولة الاحتلال استوعبت 800 ألف يهودي من الدول العربية.
وتحدث كوشنر عن نجاح مساعي الإدارة الأمريكية بقبول إسرائيل كواقع ودولة حقيقية، وفتح اتصالات وتعاون بينها وبين عدد من الدول العربية، متوقعاً تطبيعاً كاملاً بين العرب وإسرائيل خلال العامين المقبلين.
وأكد أن الباب مفتوح أمام الفلسطينيين لإغتنام ما أسماه " بالفرصة "، وأن إدارة ترامب ستعمل بجد لانهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

مصير الـ 50 مليار دولار

وعن مصير الـ 50 مليار دولار التي وعد كوشنر بجمعها من الدول العربية والأوروبية والمستثمرين لصالح صفقة القرن، كشف كوشنر عن تحويلها لصالح دول أفريقية لمعالجة قضاياها الاقتصادية.

يذكر أن الفلسطينيون أعلنوا رفضهم الرسمي والشعبي لكل الخطوات الأمريكية التي تسعى للقضاء على القضية الفلسطينية وتحويلها من سياسية إلى اقتصادية، وقد اعترفت إدارة ترامب بالقدس عاصمة للاحتلال ونقلت سفارتها إليها متجاهلة كل القوانين الدولية التي تنص بضرورة قيام دولة فلسطين على حدود أراضي الـ 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مع الحفاظ على حق اللاجئين بالعودة.


.
calendar_month04/07/2019 12:39 pm