الحياة برس - لم تتجاوز نسبة نجاح الطلاب الفلسطينيين في مدارس وكالة الغوث " الانروا "، في لبنان عام 2019، الـ 43.57%، مقابل نسبة نجاح 71% تم تسجيلها العام الماضي.
وربط خبراء تدني نسبة النجاح، بتراجع ملحوظ في خدمات الانروا والاجراءات التقشفية في السنوات الأخيرة، والسياسة التربوية الجديدة التي تعمل بها.
وفي تقرير نشرته مؤسسة شاهد لحقوق الانسان، دعت خلاله للبحث عن وسائل وآليات للخروج من " المأزق التربوي "، الذي يمر به الطلاب الفلسطينيون في لبنان.
وأشارت المؤسسة لسياسات غير مدروسة انتهجتها الوكالة في التعليم، وكان لها التأثير الأكبر في تراجع المستويات، ومن أبرزها سياسة الترفيع الآلي خلال العامين الماضيين، وخفض نسبة الرسوب للحد الأدنى، وهو ما دفع الطالب للاهمال في دروسه، باعتبار أن النجاح أمر مضمون في نهاية العام.
وكانت الانروا اشترطت أن لا يكون هناك أي رسوب في الصفين الأول والاني أساسي باستثنائات مبررة.
كما اشترطت أن لا تتعدى النسبة 7% في صفوف الثالث والرابع والخامس والسادس الأساسي، و8% في السابع، و15% في الثامن، فيما يعتمد التاسع أساسي والمعروف لبنانياً باسم " البريفيه "، على نتائج الامتحانات الرسمية.
وهذا ما يعني أن الرسوب أمر ممنوع نهائياً في المرحلة الأولى من التعليم الأساسي المهم للغاية في حياة الطفل بكافة جوانبها، ووضع التلميذ في الصف الذي يناسب عمره دون الاهتمام بالتسلسل الدراسي.
وأضافت مؤسسة شاهد في تقريرها، أن سياسة التقييم الجديدة لمستوى التلميذ والتي تعتمد على الحضور والمشاركة والانضباط والأبحاث والأنشطة البيتية، لا تعكس المستوى الحقيقي للتلميد، حيث في نهاية المطاف تبين أن كافة النتائج المسجلة كانت غير واقعية.
واكتظاظ الصفوف بالطلاب من أحد الأسباب أيضاً في قلة التحصيل العلمي، حيث يوجد في الصف الواحد 50 طالباً.
التقرير انتقد أيضاً تلزيم دورات تأهيل المدرسين تربوياً للعديد من الجامعات الخاصة، وإنفاق مبالغ طائلة على هذه البرامج من دون جدوى، وعلى برامج تربوية متعددة لم تخدم جودة التعليم ولم تغيّر واقع التحصيل العلمي، فضلاً عن تحويل عشرات المدرسين ذوي الخبرات العالية إلى أقسام إدارية وإشرافية واستشارية وملء الشواغر بمدرسين حديثي التخرج والخبرة. ووفق التقرير، حرم برنامج Emis لإدخال البيانات وعلامات التلميذ، المرتبط بالإدارة العامة للأونروا في عمّان، الأهالي معرفةَ مستويات التحصيل العلمي لأبنائهم، لأنه ألغى نظام الامتحانات الشهرية، بحيث تعذّر على الأهل استدراك الفجوة أو التقصير لدى أبنائهم. وبدا لافتاً ما أشار إليه التقرير لجهة عدم تعاون الأهل عموماً في متابعة تحصيل أولادهم في المدارس بسبب الصورة النمطية لديهم بأنّ مدارس الأونروا أصبحت مراكز للإيواء أكثر منها للتربية والتعليم!.
وكانت الانروا قد بنت مدارس جديدة في لبنان للاجئين وتخلصت من نظام الفترتين، إلا أنها ما زالت تعتمد سياسة التعليم الكمي، وتفتقر لوسائل الايضاح والمختبرات الضرورية لتحسن قدرات الطالب وصقل أفكاره.
طالب المركز في نهاية تقريره بمحاسبة كل المسؤولين في الوكالة واتخاذ الاجراءات المناسبة بحق كل مخالف أو مقصر في عمله الوظيفي التربوي، والتراجع عن قرا الترفيع الآلي وخفض نسبة الرسوب في جميع المراحل.
كما دعت لاتباع نظام الامتحانات الشهرية كما كان سابقاً لتحديد مستوى الطالب الفعلي، مناشدة دول العالم توفير الدعم اللازم لاستمرار عمل الانروا.

#الانروا #وكالة_الغوث #التعليم
calendar_month06/07/2019 12:18 pm