
الحياة برس - قال المبعوث الأمريكي السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، أنه قرر الاعتزال من منصبه بسبب ارتباطاته العائلية وعدم تحمله الإبتعاد عن عائلته طوال أسبوع.
وادعى غرينبلات أنه يعمل على ترك المنصب خلال الفترة القادمة، معرباً عن أمله أن لا يغادر قبل إطلاق خطة السلام الأمريكية بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة باسم " صفقة القرن ".
وفي هذا الصدد قال غرينبلات في سياق حديثه لصحيفة أمريكية تدعى " هاموديا "، وترجمته الحياة برس:" لقد درست الصراع وتوصلت لرؤية مع زملائي في في العمل للخروج من الوضع القائم من خلال تغيير الحوار، والبحث عن أولوية أكبر وهي ربط إسرائيل بالعالم العربي".
وأضاف غرينبلات:" فعلاً نجحنا بربط إسرائيل بالدول العربية، وحققنا إنجازات أكثر مما تخيلنا قبل عامين ونصف"، مشيراً لجهود رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وقادة العرب الذين لم يسمهم، والمستشار الأمريكي جاريد كوشنر، في هذ الأمر.
وأكمل غرينبلات قائلاً:" كنا نحاول مساعدة الاقتصاد الفلسطيني وكان هذا تحدياً كبيراً، ولكن لم ننجح بسبب منعنا من السلطة الفلسطينية "، حسب قوله.
وأكد المسؤول الأمريكي أن خطة " صفقة القرن "، جاهزة وتم تعديل بنود العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة بشكل أكثر عمقاً، وأصبح الوقت مناسباً لطرحها.
موعد طرح خطة صفقة القرن
نفى غرينبلات تحديد موعد معين للكشف عن خطة السلام الأمريكية، ولكن توقع أن يتم طرحها بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية، مشيراً لضرورة دراسة تأثير الانتخابات الإسرائيلية على الخطة قبل طرحها.
ورأى غرينبلات أن الخطة تختلف بشكل كبير عن ما يتم الحديث به فلسطينياً وإسرائيلياً، موضحاً أن إدارة بلاده استمعت لآراء الفلسطينيين والإسرائيليين والخبراء في المنطقة.
ولكن أكد على أن الخطة تهتم بنسبة كبيرة بأمن " إسرائيل "، مشيراً أنه في كل الحلول المطروحة يتم الاهتمام بشكل كبير في أمن إسرائيل، واصفاً الأمر بأنه خطة رائعة جداً لإسرائيل، وستكون إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أفضل إدارة، وأفضل رئيس أمريكي يتعامل مع إسرائيل حسب وصفه.
داعياً الجهات السيادية في إسرائيل لدراسة الخطة جيداً قبل معارضتها، منوهاً إلى أن إيران تشكل عليها خطراً أكبر من الملف الفلسطيني حالياً ويجب عليها إنهاء الأمر مع الفلسطينيين.
أما عن الانتقادات الفلسطينية للخطة، فقال غرينبلات أن الخطة تقدم فرصة كبيرة للفلسطينيين لبناء أنفسهم من جديد، ونهوض مجتمع ناجح، داعياً جميع الأطراف للجلوس ومناقشة الخطة بعمق، منوهاً لعدم إمكانية فرض الاتفاق على أي طرف. حسب ما ترجمته الحياة برس.
الوضع الراهن في الضفة الغربية وقطاع غزة
قال غرينبلات أن " إسرائيل "، لا يمكنها التعايش مع الوضع الراهن للأبد، كما أن الفلسطينيين في الضفة الغربية قد يتعايشون مع الوضع الراهن ولكنه " غير عادل لهم "، فحياتهم أيضاً صعبة ولكن ليست كالحياة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة. كما قال.
وأضاف أن مليوني فلسطيني في غزة يعانون من الوضع الراهن، ولا يمكن لهم البقاء عليه، وأصفاً الأمر أنه سيكون " فظيعاً "، متهماً حركة حماس بالمسؤولية عن معاناة المواطنين في غزة، مبرءاً إسرائيل من أعباء الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات.
كاشفاً أن هدفه هو السماح للإسرائيليين بعدم القلق من صواريخ غزة ( التي تقتل وتدمر المباني )، إطلاقات البالونات الحارقة التي تحرق المحاصيل، حسب إدعائه.
يشار ان غرينبلات تجاهل تماماً كل عمليات القصف والقتل الممنهج التي تنفذها قوات الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
الجولان ونقل السفارة وإغلاق مكتب منظمة التحرير وقطع أموال الإنروا
برر المسؤول الأمريكي قرار الإدارة الأمريكية بإغلاق مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هدد بملاحقة دولة الاحتلال الإسرائيلي في المحكمة الجنائية الدولية.
كما برر قطع أموال المساعدات عن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الإنروا "، لعدم رغبة الإدارة الأمريكية باستمرار الحياة السيئة للفلسطينيية الذين يعيشون بالمخيمات والمتأثرون من " النظام الفظيع "، الذي توجده الإنروا لهم، والتي لا توفر لهم أي مستقبل حسب قوله.
واعترف غرينبلات أن نقل السفارة الأمريكية للقدس والإعتراف بسيادة دولة الاحتلال على الجولان، أمور يجب أن لا تتم إلا من خلال عملية السلام.
وأضاف قائلاً:" ولكن اتخذنا هذه القرارات لأنها القرارات الصحيحة التي يجب إتخاذها من الولايات المتحدة ".
السلطة الفلسطينية تصر على دفع رواتب أسر الشهداء والأسرى
وأشار غرينبلات لقطع أموال المساعدات الأمريكية عن السلطة الفلسطينية، ووجه اتهاماً للسلطة بأنها تصرف رواتب لعوائل الشهداء والأسرى، واصفاً الشهداء " بالإرهابيين " الذين يقتلون الإسرائيليين.
وأضاف أن السلطة الفلسطينية رفضت مراراً مطالبات الإدارة الأمريكية بوقف صرف رواتب لأسر الشهداء والأسرى والجرحى ولكن القيادة الفلسطينية أصرت على ذلك، مما أدى لقطع الدعم الأمريكي.
مشيراً لجهود الإدارة الأمريكية لتحريض الدول الأوروبية التي ما زالت تدعم السلطة الفلسطينية لوقف دعمها بحجة " دعم الارهاب ".
المصدر: ترجمة الحياة برس