
الحياة برس - قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، أن الجهات المانحة من مختلف العالم ودول خليجية قدمت مساعدات إنسانية وساهمت بتوفير 10 آلاف وظيفة في القطاع.
وأشار لحالة اليأس التي يعيشها الفلسطينيون في غزة الذين يعانون أوضاعاً إقتصادية مأساوية، مشيراً لضرورة خلق المعايير السياسية الأساسية لحل هذا الصراع والمبنية على المفاوضات وحل الدولتين.
وتوقع المسؤول الأممي في مقابلة متلفزة، أن يكون المستقبل القادم في غزة أكثر سوءاً في حال استمر الوضع على ما هو عليه.
وقال ملادينوف أن الأمم المتحدة كانت قد أصدرت تقريراً يقول أنه في عام 2020 ستكون غزة غير قابلة للحياة، ونحن نقترب من هذا الأمر بسرعة، والوضع في غزة أصبح أكثر دراماتيكياً، والمساعدات التي تم تقديمها خلال السنوات الأخيرة، وفتح مصر لمعبر رفح، وخطوات الأمم المتحدة وفرا شرياناً للحياة لإنقاذ الوضع في غزة.
وأشار إلى الجهود الضخمة التي بذلتها القاهرة لمنع حرب بين حماس في غزة وإسرائيل، مؤكدا العمل بشكل كبير لوقف التصعيد، حيث استطعنا العمل مع الجهات المانحة من مختلف دول العالم ودول الخليج لتوفير مساعدات إنسانية ووفرنا 10،000 وظيفة، وفي الأشهر القليلة الماضية تم تزويد المواطنين بالكهرباء، والآن نركز على الخدمات الصحية، وآمل أنه من خلال هذه الجهود يمكننا أن نهيئ الظروف التي يمكن بموجبها إيجاد حل لصلب المسألة في غزة، مع علمنا أن غزة تحت سيطرة حماس منذ 12 عاما، ولذا يجب إنهاء الحصار المفروض على سكان غزة، لأنه يمنع للغاية أي محاولة لوضع تنمية اقتصادية مستدامة.
وأوضح أن الوضع الداخلي يعاني من تحدي خطير جداً، وهو الانقسام الفلسطيني لأكثر من 10 سنوت، وخلق حالة التمزق بين العائلات والأجيال، مما أحدث شرخاً في المشروع الوطني.
وعن الأوضاع الجارية، قال ملادينوف، لطالما استمر الوضع على الأرض هكذا مقلق فهم يتوقعون مباشرة شيئين من الأمم المتحدة، الأول هو تخفيف معاناة المواطنين في غزة أو مختلف المناطق الفلسطينية ونعمل معهم عن قرب في هذا الشأن، وثانياً نكشف للعالم حقيقة ما يجري على الأرض، لأنه عندما نرى بمعدل كل ثلاثة أو ستة شهور أو عام التوسع في الاستيطان في الضفة الغربية واختفاء الأراضي فإنه من المهم أن نتحدث عن ذلك تماما كما هو مهم أن نتحدث عن العنف، الذي يحدث تقريبا بشكل يومي وهو أحد العوائق لتحقيق السلام.
وقال “أما على المستوى الدولي، فإن القيادة الفلسطينية تتوقع منا الاستمرار في إبلاغ العالم بأننا ملتزمون بمساندة الحق، الذي هو أنه أي حل يطرح لحل الصراع يجب أن يستند إلى قرارات الأمم المتحدة ومبدأ حل الدولتين والمفاوضات، هذا ما نعمل عليه هنا في الأمم المتحدة مع الأطراف الفلسطينية والشركاء وعلى الأصعدة السياسية والإنسانية”.
وذكر ملادينوف، أن الجانب الإسرائيلي اتهمه بالأمر ذاته، و”بكل أمانة أنا لا أهتم بهذه الاتهامات، لأنه ما هو مهم لي كمسؤول عن هذا الملف هو أن أقوم بعملي وبطريقة صحيحة، وأن نكشف للعالم حقيقة ما يجري، وأن تكون لدينا القدرة للتحدث للأطراف كافة، وحاليا الأمم المتحدة ومهمتنا على الأرض التي نراها مميزة هي القدرة على التحدث مع الطرفين المنقسمين ومع الإسرائيليين والفلسطينيين لحل الصراع”.
وتابع ملادينوف، “عندما تطلق حماس صاروخا يسقط على منزل أحد المواطنين، فهذا يؤدي إلى مخاطر اندلاع حرب، وعندها هم يتحملون المسؤولية عن ذلك، وعند قيام إسرائيل بإطلاق النار على الأطفال عبر السياج في غزة وقتلهم وقت الاحتجاجات، فإن إسرائيل تتحمل المسؤولية عن هذا، ولذلك نحن هنا في الأمم المتحدة نحقق في كل هذه الأفعال وأسبابها، ونتحدث إلى الطرفين عن عواقب هذه الأفعال الخطيرة، خاصة في غزة لأن صاروخا أو رصاصة يمكنها أن تقود الموقف إلى منطقة خارج السيطرة، وإذا انتهى الأمر لحرب بين غزة وإسرائيل، فإن التكلفة الإنسانية ستكون وخيمة، ولا أعتقد أن المجتمع الدولي بحاجة إلى ذلك حيث إن التأثير على مصر وسائر المنطقة سيكون مدمرا لذلك بالنسبة لنا منع الحرب أحد أهم تحدياتنا اليوم”.
ويتخوف ملادينوف من نشوب حرب بين فلسطين وإسرائيل، “لأننا نعلم مدى التعقيد الحاصل للحفاظ على الأمن في ظل الوضع على الأرض”، لافتا إلى أنه مهمته الرئيسية هي تجنب الحرب في غزة، فبذلك سيكون لدينا فرصة للمساعدة في إعادة بناء الوحدة الفلسطينية وللمساعدة في رفع العقوبات والحصار عن غزة وفي نهاية المطاف للمساهمة في تحقيق السلام.
وتحدث ملادينوف عن الأهداف المستقبلية التي سيتم العمل عليها، مؤكدا العمل مع الحكومة الإسرائيلية المقبلة للتأكد من أنهم يفهمون أهمية وقف التوسع في الاستيطان في الضفة الغربية، ووقف التهديد بالضم وإيجاد الأرضية لإعادة عملية تفاوضية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهذا هدف مهم على الصعيد السياسي سنعمل عليه مع الأوروبيين وكذلك روسيا والعالم العربي والأمريكيين.
وأضاف “كما سنركز على مهام محددة على الأرض لإيجاد طرق للخروج من التعقيد الفعلي للأزمة المالية، التي تواجهها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، لأن هذه الأزمة تقوض إنجازات حققتها الدولة الفلسطينية، ونريد استكمال المهام الإنسانية في غزة”.
وأضاف ملادينوف، أن الأمم المتحدة أبلغت الإدارة الأمريكية، أن خطة بلا مبدأ حل الدولتين لن تكون قابلة للتنفيذ، وأن الصراع اليوم ربما يكون في واحدة من أخطر مراحله لما رأيناه على مدى السنوات القليلة الماضية، أولا من زيادة التوجهات الإسرائيلية نحو الاستيلاء على الضفة الغربية، مع توسيع المستوطنات، وفي غضون بضعة أيام سابقة فقط إعلان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو نيته ضم غور الأردن.
وأوضح ملادينوف، أن منطقة الشرق الأوسط لديها الكثير من المشاكل الأخرى في سوريا واليمن وفي أماكن أخرى، ما أخشاه هو ظن البعض أن الشرق الأوسط يمكنه المضي قدما من دون حل المشكلة الفلسطينية، وهذا يعطي انطباعا خاطئا.
المصدر: وكالات + الحياة برس