الحياة برس - ويعرفها أريكسون: أنها الإحساس بالذاتية الفردية، بمعنى معرفة الفرد(المراهق) بعضويته داخل الجماعة التي ينتمي إليها في نطاق جنسه، ديانته، معتقداته السياسية والإيديولوجية، طبقته الاجتماعية، وما شابه ذلك من محددات.
يرى أريكسون أن مفهوم الهوية النفسية يعني: تلك الشخصية التي تميز الفرد من حيث فلسفته الأخلاقية والعقلية، التي يشعر عندها أنه نشيط جداَ وأنه موجود وكأنه صوتاً داخلياً يناديه "هذا أنا"
كما أن سميرة محمد شند أشارت إلى تعريف أزمة الهوية:" أنها حالة من القلق الحاد يخبرها بالدرجة الأولى المراهقون الذين يجدون أن من الصعب عليهم أن ينمَوا هوية شخصية محددة المعالم بوضوح، وأن يتبنوا دوراً متسعاً لهم في المجتمع ويتبني الباحث تعريف سميرة شند.
وتبدأ أزمة الهوية ببحث المراهق عن مصادر جديدة للمعنى والإنجاز والقيمة، ويثيرها التناقض الوجداني للابن نحو أبيه وخاصة خوفه من أن تندمج رغبات المراهق في رغبات الوالدين، ويتوقف نجاح المراهق في حل أزمة الهوية على ما يقوم به من استكشاف للبدائل في المجالات الأيديولوجية والاجتماعية، وكذلك على ما يحققه من التزام بالقيم والمعايير السائدة في المجتمع، وبناء على ما يحققه المراهق من نجاح أو فشل في حل أزمة الهوية يتجه إلى أحد قطبي الأزمة، فإما يتجه إلى الجانب الايجابي منها فتتضح هويته ويعرف نفسه ودوه في المجتمع، وهو ما يعرف بتحقيق الهوية، وإما أن يتجه إلى الجانب السلبي منها ويظل يعاني من عدم وضوح هويته وهو ما يعرف بتشتت الهوية.

النظريات المفسرة للهوية النفسية

نظرية أريكسون في تطور الهوية:

تعتبر نظرية أريكسون في النمو النفسي الاجتماعي بصفة عامة ونمو هوية الأنا بصفة خاصة تعبر عن رؤية جديدة خرجت بالتحليل النفسي من الدائرة الضيقة للفرضية الفرويدية القائلة بالحتمية البيولوجية المتمثلة في القوى النفس/ جنسية كأساس للنمو إلى مجال أوسع استدخل فيه القوى النفسي/ اجتماعي وذلك من خلال افتراضه لسير النمو تبعاً لمبدأ التطور المؤكد لتأثير العوامل الاجتماعية في تشكل النمو تبعاً لمبدأ التطور المؤكد لتأثير العوامل الاجتماعية في تشكل النمو وعلى هذا الأساس يرى أريكسون النمو كعملية تطورية ناتجة عن التفاعل بين الأساسين البيولوجي والاجتماعي وما يثمر عنه نمو شخصي خلال مراحل العمر المختلفة، حيث اعتبر أريكسون الأنا أساس للسلوك الإنساني ولقيام الإنسان بوظائفه وهي بنية مستقلة للشخصية أي أن بعض وظائف الأنا وأدائها لم ينشأ لتجنب الصراع بين الهو ومطالب المجتمع، وعلى الرغم من ذلك فإن أريكسون لا يقلل من تأثير العوامل البيولوجية والنفس جنسية في نمو الفرد ولكنه يشدد على تأثير الثقافة والمجتمع.

مراحل النمو النفس اجتماعي عند أريكسون:

يرى أريكسون أن نمو الشخصية يتم وفق خطوات مسبقة تتم على أساس استعداد الكائن الحي للتعرف على المجتمع المحيط به والتعامل معه، وحيث يسير النمو في مراحل تتصاعد فيها المشكلات والصراعات التي تتم بين حاجات الفرد والمتطلبات الاجتماعية. ومراحل النمو لكل منها نمط معين بين الصراع الذي يتم حله تماماً أو على الأقل بطريقة مرضية، قبل أن يتم الانتقال إلى صراع المرحلة الآتية. كما أن الفشل في إحدى هذه الأنماط الصراعية قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية قد تأخذ أشكال اجتماعية.
ويرى الباحث أن أكثر ما يميز نظرية أريكسون عن مدرسة التحليل النفسي وصاحبها فرويد أنها كانت ذات طابع اجتماعي وأن أريكسون أول من وضع مفهوم الهوية في ثقافة علم النفس، وقد قدم في نظريته ثماني مراحل تشمل الإنسان منذ اللحظة الأولى من ميلاده حتى اليوم الأخير قبل أجله، وفيما يلي عرض لهذه المراحل، وقد استقاها الباحث من عدة مراجع.

مراحل النمو النفس الاجتماعي:

الإنسان عند أريكسون كائن نمائي تمضي حياته في نمو متواصل من خلال ثماني مراحل نمائية لكل مرحلة ايجابيتها وأزمتها وقمة الأزمة في الشخصية "مرحلة المراهقة" تلك التي يسميها أريكسون بأزمة الهويةIdentity Crisis حيث تلتقي صراعات الشخصية وتتجمع إما صوب السواء أو في اتجاه عدم اليقين والهوية والذوبان في الآخرين والشعور بالاغتراب وما يترتب عليه من أعراض نفسية واجتماعية. وتتميز مراحل النمو عند أريكسون بتفاعلاتها الاجتماعية والنفسية، والإنسان يستطيع تجاوز صراعاته النفسية ويتخطى حدود الأزمة إذا ما توافرت له فرص تجاوزها نفسياً واجتماعياً في مرحلة لاحقة، ولم يغفل أريكسون ما للثقافة من دور في تشكيل الشخصية فقد رأى أن الثقافة هي التي تضيف المظهر الإنساني للحياة حيث يرى أن الإنسان يحيا بقوى غريزية، وهنا تقوم الثقافة بدور التأكيد على ضرورة استخدام القوى الغريزية بشكل صحيح، فالبيئة الثقافية لكل فرد هي التي تختار له طبيعة تجاربه، وليس الطفل ووالديه وحدهم.

المرحلة الأولى: الثقة مقابل عدم الثقة Trust versus Mistrust

وتبدأ هذه المرحلة من لحظة الميلاد حتى نهاية السنة الأولى من عمر الإنسان، ومن سمات هذه المرحلة الحيرة والقلق، والإحساس بالثقة هو أول مكونات الشخصية السليمة، ويتوقف تكوين هذا الإحساس على علاقة الوليد بمن حوله في العالم الأول. أي أنه لا يستطيع أن يكون هذا الإحساس إلا إذا أدرك من حوله. والمصدر الأول لإنماء الثقة هو الخيرات التي ترتبط بتناول الطعام. فحينما يشعر الوليد أنه يجد الطعام دائما عندما يطلبه، فإنه يشعر بالأمن والثقة فيمن يحيطون به، وتعمم هذه الثقة على الموضوعات الأخرى، والإحساس بالثقة هو الركن الأساسي للصحة النفسية للفرد في المستقبل.
حيث تتوقف الثقة على كمية ونوعية العناية التي يتلقاها الصغير: الدنيا بخير وهو بخير. هنا تنغرس جذور الهوية والفكرة عن الذات بأنها طيبة وبأن الآخرين طيبون. ومن هنا يترسخ الانتماء وتمثل المعايير، هنا يصبح الطفل قادراً على تحمل الإحباطات التربوية المختلفة طالما أن لها معنى في علاقة ايجابية وبالتالي يصبح الطفل عصابياً ليس نتيجة للإحباط، بل أن هذا الإحباط يبدو عديم المعنى أو سلبي الدلالة.

المرحلة الثانية: الاستقلال مقابل الشعور بالخجل والشكAutonomy versus shame and doubt

وتمتد هذه المرحلة منذ بداية السنة الثانية وحتى نهاية السنة الثالثة، ويعمل الطفل على تأكيد إحساسه بالاستقلال الذاتي وذلك بممارسة أنماط سلوكية وأداء بعض الأعمال بمفرده دون مساعدة الآخرين، ويظهر دور المربين في تعزيز نمو الاستقلال الذاتي لديه وذلك من خلال أساليب تنشئته الوالدية المتوازنة بين التسامح والحزم. وتغطي هذه المرحلة الفترة الممتدة بين السنة الثانية والثالثة من عمر الطفل وتتميز بتطور كبير في قدرة الطفل على التحكم بأعضاء جسمه وعضلاته فإذا نجح الطفل بهذا التحكم فإنه يكون قد طور شعوراً بالاستقلال، أما إذا فشل الطفل في التحكم بحركات جسمه المختلفة فإنه يطور شعوراً بالخجل من نفسه والشك بقدراته مما يدفعه نحو الانطواء والعزلة.
ويرى أريكسون أن الحل الناجح للأزمة يعتمد على طبيعة علاقة الأم بالطفل وخاصة على عمليات مثل الأكل والإخراج، حيث يمثل التشجيع والحب عاملاً إيجابياً يساعد على الحل الناجح للأزمة ممثلاً في إكساب الطفل لمشاعر الاستقلالية وكسب الأنا لفاعلية جديدة تتمثل في الإحساس بالإرادة.
وهناك العديد من الأمثلة في حياتنا اليومية التي تؤكد على رغبة الطفل في الاستقلال والاعتماد على النفس ومنها إصرار الطفل على تناول الطعام بنفسه أو في تمسكه في ركوب السيارة أو النزول منها لوحده، ويرجع السبب في ذلك لحاجة الطفل إلى الشعور بالاستقلال في هذه الفترة حتي يحقق مطالب النمو.

المرحلة الثالثة: المبادرة مقابل الشعور بالذنب Iditianative versus Guilt Sensorg

تبدأ هذه المرحلة من سن الثالثة إلى سن السادسة ويبدأ حينها الطفل في اختيار شكل شخصيته التي تميزه عن الآخرين. ويتكون لديه الضمير (الأنا الأعلى) ولم يقتصر التوجيه من الخارج بل يبدأ من الداخل ولو بشكل بدائي، العبث والاستكشاف الجنسي والحشرية الجنسية وتحريمها وتأثيمها تؤدي إلى الشعور بالذنب، كذلك نحن بصدد بناء الهوية الجنسية بين نزوات الهو الجامحة ومراقبة الأنا الأعلى الضابطة، شكك الأنا الأعلى ومشكلاته وصولاً إلى تدمير الذات فإذا حيل بينه وبين الإقدام على ما يريد أو إذا قيد خياله ، أو إذا تعرض للتأنيب والسخرية على ما يقوم به من نشاط، فقد ينتج عن ذلك شخصية ذات "أنا أعلى" صارم وإذا مُنع الطفل من عمل الشيء فقد يمنع نفسه من التفكير فيه، لأن هذا التفكير يقربه من الفعل المحظور مما يسبب له الشعور بالذنب والقلق ، ويكون له اتجاهات مكفوفة وسلبية إزاء العالم والآخرين.
وفي هذه المرحلة يتعلم الطفل مهارات مختلفة من بينها كيف يتعاون مع الآخرين؟ كيف يتفاعل مع الجماعة؟ وكيف يكون قائداً أو تابعاً؟، فإذا تم تشجيع الطفل على ذلك فإنه ينشأ ولديه صفات المبادأة والمبادرة، أما إذا لم يتم إعطاء أي مبادرة بسبب عجزه وكثرة أخطائه، وعلى الرغم من أن هذه المبادرة والمبادأة تبدأ قبل هذه المرحلة إلا أن الطفل في هذه السنوات يكون أكثر نشاطاً ورغبة في البحث والاستكشاف والشيء المهم الذي يبدأ في التكوين في هذه المرحلة هو الضمير والشعور بالمسئولية وقد تؤدي المبالغة في تكوين الضمير إلى الشعور بالذنب الأمر الذي يقضي على المبادرة ويعد نمو الضمير عاملاً مهم جداً لنمو الشخصية وتكيفها، إلا أنه ينبغي الاعتدال في هذا الأمر، وبعد أن يطور الطفل قدرة كبيرة على التحكم بحركات جسمه وعضلاته لابد له أن يتحرك في بيئته وينطلق في عالم جديد من الخبرات دون الاعتماد على الوالدين أو من يقوم مقامهما في كل ما يرغب في عمله بذلك يكون الطفل قد طوَر شعوراً بالمبادأة ، أما إذا استمر الطفل في اعتماده الشديد على والديه، ولا يخرج إلى العالم المحيط به دون موافقتهما المسبقة، فإنه يطور شعوراً بالذنب.
وتعد هذه المرحلة مرحلة الرغبة القوية في العمل والنشاط وهي أيضا فترة اللعب الخيالي وعن طريق هذا النوع من اللعب يمكن تنمية الابتكار والاستعداد الابتكاري، كما أن مرحلة الروضة من المراحل الهامة للنمو العقلي وبناء الشخصية القوية والتي تتمتع بقدر كاف من الثقة بالنفس والاستقلال والمبادرة مما يجعل الطفل حريصاً كل الحرص على تغذية نموه العقلي من الخبرات.

المرحلة الرابعة: الشعور بالجهد والمواظبة مقابل الشعور بالنقصIndustry VersusInferiority Sensory

وتبدأ المرحلة الرابعة من بداية السنة السادسة وتمتد حتى نهاية السنة الحادية عشر وفي هذه المرحلة يستطيع الطفل أن يكيف نفسه لأداء العديد والمهارات والمهام وذلك بتطوير إحساسه بالعمل والكد والمثابرة ليصبح الفرد قادراً على التحصيل والإنجاز الدراسي والدراسة واللعب ركنان هامان في تكوين الإحساس بالشعور بالجهد. وتؤكد أن الطفل يجرب المهارات الأولية التي تطلبها ثقافته، ويحاول الحصول على التقدير والاحترام من مدرسيه ورفاقه ونجد مثابرته تتضمن تلك الانجازات التعليمية والمهارات الأخرى المطلوبة ليصبح في علاقاته كفؤاً ومؤهلاً للعطاء في عالمه الاجتماعي والطفل الذي يعجز عن التفاعل بين البيئة ويخفق في إنجاز المهام الموكلة إليه تتطور لديه مشاعر الدونية والإحساس بالنقص.
وتعد مرحلة دخول المدرسة بداية انطلاق الطفل حيث يتعلم كيف يحصل على المديح والتقدير والاحترام من قبل مدرسيه ورفاقه نتيجة لتفوقه وانجازاته في تعلم المواد الدراسية المختلفة أو ينال التشجيع والإعجاب إذا ما أنتج بيديه وهنا نجد أن مثابرته يجب ان تحتوي على مجموعة من الانجازات والمهارات المطلوبة، ليصبح ناجحاً في علاقته الشخصية مؤهلاً للعطاء في عالمه الاجتماعي، ورغم أن المدارس قد أنشئت لبناء شخصية الطفل إلا أن فشل الكثير من الأطفال في الوصول إلى المستوى الذي يطلبه المعلم أو استخدام أسلوب العقاب يؤدي إلى قتل الاجتهاد ويشعر الطفل بالنقص والدونية بين زملائه والقليل من التلاميذ من ينجو من ذلك.
والطفل بحسب وجهة نظر أريكسون هو القوة الدافعة، وأن الكبار في بيئتهم هم الذين يستطيعون أن يساعدوه في تقدمه أو أن يحبطوه. أي أن لنشأة الطفل أهمية كبيرة فإذا ما كانت النشأة صحيحة فإن الأفراد سوف يبدؤون بالتعلم والممارسة بكل قوة وكفاءة حتى في علاقاتهم الاجتماعية مع أقرانهم والعكس صحيح.
ويجب أن نشير إلى أن هذه المرحلة التي تحدث فيها كل هذه المظاهر النمائية الهامة يعتبرها فرويد مرحلة الكمون.
ويرى أريكسون أن الأطفال ينمون إحساساً بالاجتهاد حين يبدؤون في فهم تكنولوجيا ثقافتهم عن طريق الدراسة بالمدرسة، ولفظ اجتهاد يحدد قيمة النمو في هذه الفترة، لأن الأطفال ينشغلون فيها بطريقة صنع الأشياء وإرادتها وتشغيلها، وهذا الاهتمام يتعزز ويتيسر عن طريق الآخرين في الجيرة والمدرسة الذين يقدمون هذه العناصر التكنولوجية الاجتماعية عن طريق التعلم والعمل معهم وتصبح هوية الطفل في هذه المرحلة " أنا ما أتعلم".
وتأثر حل الأزمة في هذه المرحلة إلى درجة كبيرة بالظروف السيئة المحيطة بالطفل ومن ذلك الأسرة والمدرسة والرفاق ومدى تشجيع هذه البيئة لإحساس الطفل بقدراته إضافة إلى حل الأزمات السابقة، ويؤدي الحل الناجح لأزمة المرحلة الرابعة إلى إحساس الطفل بالقدرة والمثابرة لتحقيق الإنجاز، ويساعده على ذلك ميله للاستطلاع واستعداده للمنافسة، ويتحقق هذا الإحساس بكسب الأنا فاعلية جديدة تتمثل في الشعور بالقدرة والمنافسة، مما يساعده على النمو السوي وحل أزمات النمو اللاحقة.
إن الحل السلبي للأزمات والناتج عن المعوقات المختلفة ومن أهمها الحل السلبي للأزمات السابقة وسوء الأنظمة التربوية في المنزل أو المدرسة تؤدي إلى إبراز مشاعر النقص لدى الطفل بدرجة يمكن أن تعيق نجاحه ونموه وتعرضه إلى مزيد من الاضطرابات النفسية.

المرحلة الخامسة: مرحلة الهوية مقابل تشتت الهويةIdentity Versus identity diffusion

وتمتد هذه المرحلة من السنة الثانية عشرة وحتى نهاية السنة العشرين تقريباً، وتمتد هذه المرحلة طيلة فترة المراهقة، ويتميز المراهق بسرعة التغيرات الفسيولوجية والعقلية التي تثير الكثير من الشكوك لديه، وبالتالي تولد لديه التردد في تنفيذ المهام المنوطة به، والمراهق فاقد للهوية، وهمه الأساسي هو الاعتراف بهويته بأنه أصبح رجلاً ولم يعد طفلاً، فإذا حصل على ذلك من الوسط الذي يعيش فيه فإن ذلك يساعده على اجتياز الإحساس بالهوية بسلام، وإذا شعر بأن المشرفين على تربيته مازالوا يتعاملون معه وكأنه طفل، فإنه سيحاول اللجوء إلى أساليب العنف، لانتزاع هويته وقد تلازمه تلك الأساليب طيلة حياته.
ويؤكد أريكسون على ما للتغيرات البيولوجية من دور مهم ومؤثر في هذه المرحلة إذ إنها تحدث نوعاً من الاضطراب أو الارتباك للمراهقين. ولاشك أن هذه المرحلة تعد مرحلة حرجة من حيث النمو الجسمي والتغير السريع، وبالتالي تظهر فيها تحديات نفسية كبيرة للمراهق. ويوضح أريكسون أن خطورة هذه المرحلة تكمن في غموض الدور والشعور بالعجز وعدم النظر للذات كعضو منتج في المجتمع، لذا يجد المراهق صعوبة في ايجاد هويته أو حتي دور مفيد في ثقافته.
ويرى أريكسون أن نمو وتطور الهوية يعتمد بالدرجة الأولى على دعم المجموعات المؤثرة وأن يكون لدى المراهق الاستعداد لتعلم الإخلاص والولاء لمجتمعه وبدون أن يكون للشباب ولاء وإخلاص لقيم مجتمعاتهم فإنهم قد يطورون أنا ضعيفة ويمرون بمعاناة تتمثل في غموض القيم أو حتى قيامه بالانضمام إلى جماعة منحرفة ليكون مواليا لها.
ومن الأسئلة التي يحاول المراهق الإجابة عنها في هذه المرحلة والتي تسهم في تحديد هويته ما يأتي:
من أنا ومن أكون لهذا المجتمع الذي أعيش فيه؟
ما الوظيفة التي أرغب في أن أحصل عليها مستقبلاً؟
ما القيم والمعتقدات التي تنظم مسيرة حياتي وتقودها؟
ما النمط العام للحياة الذي أفضله على غيره؟
ما طبيعة الجماعة التي أفضل أن أنتمي إليها وأتعامل معها؟
والأزمات النفسية تتمحور حول مغزى رئيسي يتم من خلاله مواجهة الخبرات السلبية والايجابية
وهناك أنماط من الأهداف الحياتية التي يمكن أن تعيق عملية تشكيل الهوية، وهي:
النمط الأول: وتسمى بالإنضاج المبكر حيث إن عدداً من المراهقين يتوصلون إلى الإجابة عن التساؤلات المتعلقة بمعنى وجودهم الشخصي من دون أن يمروا بخبرة بحث أو تجربة الهوية التي يتم التوصل إليها دون المرور بأزمات وتحدث هذه الحالة عندما يختار الفرد مهنة في مرحلة باكرة أثناء مرحلة المراهقة.
النمط الثاني: يسمى بالهوية السلبية ويحدث عندما يدرك الأفراد أنهم يقيمون بشكل منخفض أو أنهم قد رفضوا من المجتمع الذي يعيشون فيه.
النمط الثالث: ويسمى غموض الدور ويحدث عندما يصبح من الصعب لكثير من الأفراد التنسيق بين الأدوار المختلفة التي يؤدونها فعلى سبيل المثال عندما يكونون مع والديهم فإنهم قد يؤدون دور الطفل وعندما يكونون مع أصدقائهم أو أقرانهم فإنهم يلعبون دور الاستقلالية أو التمرد أو العصيان.
إن محاولات الفرد البحث عن نفسه يمكن أن تأخذ عدة أشكال كالبحث عن مهنة أو عمل أو محاولات الامتثال لجماعة يمكن أن تعد مؤشراً للبحث عن الهوية، وأن المراهق يمكن أن يبني هويته عن طريق الامتثال للقيم السائدة وبطريقة سلبية عن طريق التمرد والانحراف.
وتظهر حاجة الفرد إلى تشكيل هويته، ويسعى إلى تحديد معنى لوجوده وأهدافه في الحياة وخططه لتحقيق هذه الأهداف من أنا؟ ماذا أريد؟ وكيف يمكن أن أحقق ما أريد؟ وإذا لم يتحقق ذلك فإنه يمكن القول بأن المراهق يعاني من اضطراب الهوية وتحدث هذه النتيجة السالبة في العادة نتيجة لاضطراب النمو في المراحل السابقة.

المرحلة السادسة: الألفة مقابل العزلة( من 25-18)Intimacy Versus Isolation

وتمتد هذه المرحلة من سن 18 إلى سن 25 سنة، ويرى أريكسون أن تحقيق النضج الجسمي للأفراد (الشباب البالغ) في هذه المرحلة يتضمن نمواً نفسياً واجتماعياً مستمراً وخاصة الألفة الاجتماعية مع الجنس الآخر تمهيداً لاختيار شريك الحياة في العلاقة الزوجية، ليس هذا فقط بل أيضاً تكريس الجهود في الزواج أو في اختيار العمل المناسب لقدرات الفرد أدى ذلك إلى أزمة نمو والإحساس بالانعزال في كل مجالات الحب والعمل.
وفي هذا الجزء من مسار نموه النفسي الاجتماعي يشعر الفرد بأنه جزء من كل متناغم معه، سعيد بوجوده فيه، هذه المشاعر تدفع به إلى الاندفاع نحو المشاركة الفاعلة والعطاء بدون حدود.
وخلال هذه المرحلة أيضاً يكون الفرد قد اكتسب الإحساس بالهوية هذا الإحساس الذي يجعله يضحي برغباته في سبيل تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين حيث يزيده معرفته لهويته القدرة على الاندماج مع الآخرين دون الخوف من أن يفقد جانب جوهري من ذاته وتعد هذه الألفة مهمة وضرورية، لتحقيق الصداقة القوية والناجحة والزواج الذي له مغزى وهدف.
وعلى النقيض لو اتخذ الفرد الاتجاه الثاني أي تتطور في مشاعر العزلة، وتتنامى مشاعر الخوف من الآخر والقلق منه وعدم القدرة على بناء علاقات معه، كل ذلك يمهد للانكفاء على الذات للانغلاق داخلها والتقوقع داخل شرنقة الأنية والأنانية استمراراً للمسرب غير الصحي في نموه النفسي الاجتماعي.

المرحلة السابعة: منتصف العمر: الإنتاج مقابل الإحساس بالانهماكGenerativist Versus Stagnation

يرى أريكسون أن التزام الأفراد في هذه المرحلة من (60-25) بمشاعر الحب الحميمة تساعدهم على تأسيس وحدة جديدة تقوم على الثقة والألفة المتبادلتين بين القرينين فيشمل ذلك المشاركة في إعداد منزل الزوجة لبدء دورة جديدة من النمو، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال المشاركة في تقسيم العمل وتحديد المسئوليات داخل منزل الزوجية المشترك، وتتميز هذه المرحلة باكتساب الشعور بالإنتاج والإثمار والتولد وتجنب الشعور بالركود.
فبعد أن يمارس الإنسان اختياره في مجال الحب والعمل فإنه يصل إلى نقطة يسأل فيها (وماذا بعد؟) ومن ثم يبدأ البحث عن معنى أوسع لحياته(أكثر من مجرد تحقيق احتياجات أسرته، وأولاده والنجاح في عمله) إنها الشبيه بأزمة الهوية في سن الشباب ولعل هذا الذي يفسر ظاهرة عودة المراهقة في سن الأربعينات وتعرف بأزمة منتصف العمر.حيث يبدأ الإحساس بالركود الذي يشعر به الفرد في الأربعينات عندما يحاول البحث عن دور مناسب له وهو كيف يستطيع ممارسة العطاء للآخرين وهو عطاء يكون نابعاً من ذات الشخص، وليس مفروضاً عليه وهو أشبه بعملية خلق وإبداع بمعنى إخراج ما سبق وإدخاله ولكن في شكل جديد وقالب مميز يحمل طابعه الخاص.

المرحلة الثامنة: تكامل الذات مقابل اليأس(النضج والحكمة)Integrity Versus Despair

مع بدايات مرحلة الشيخوخة أو مرحلة الرشد المتأخرة تبدأ هذه المرحلة ومعها يقف الكهل مع أوائل الستينات من عمره متأملاً مقيماً لما تم إنجازه من علم أو مال أو أبناء أو علاقات اجتماعية أو العلاقات الشخصية او العلاقة بينه وبين خالقه. إن كانت نتائج هذه الوقفة إيجابية، مرضياً عنها، مريحة يشعر الفرد بتكامل الأنا فقد حقق ذاته وحصل على ما حلم به وما صبا إليه, وهذا يحضر لشيخوخة دافئة مريحة مطمئنة. والمقصود بالتكامل هنا هو شعور الفرد بتقبل ذاته وتقبل الآخرين وتقبل الظروف كما هي أطفاله، زوجته، مهنته، وفي هذه الحالة يشعر الفرد بالكرامة ومن ناحية أخرى فإنه يشعر باليأس نتيجة لتقدمه في العمر وأيضاً لتدهور بعض الوظائف الجسمية ولكن وبحسب رؤية أريكسون فإن لهذه المرحلة جوانب قوية وهي كما أسلفنا تتمثل في الحكمة عند الفرد وهي تعد خلاصة تجارب مراحل النمو المختلفة التي مر بها الفرد.
ولذا إذا فشل الشيخ رغم السنين في الوصول لحالة التكامل هذه، فإنه يصبح غير مستعد لتقبل الموت، لأنه غير راضٍ عن حياته ويتمنى لو أنه استطاع أن يحياها مرة أخرى، ويكمل نواقصها ولكن السنين فاتت وكتب قلم القدر كلمته ولا سبيل لمحوها، إنه يقف أمام هذه الحقيقة باليأس والقنوط وهو ما يقابل التكامل أو حسب تعبير أريكسونDespair فالذي حدث قد حدث ولا أمل في إصلاحه، وإذا استطاع أن يخفي إلياس فلعله يخفيه وراء الاشمئزاز المستمر، إنه اكتئاب الشيخوخة وما قد يصاحبه من محاولات على خطوط الدفاع المختلفة كالتشبث بالإنتاج، أو زيادة الالتصاق بالزوجة ومشاركة أحفاده في هواياتهم.
اضطراب هوية الأنا من وجهة نظر أريكسون:
يشير (الغامدي،7:2001) إلى وجود شكلين أساسيين لاضطراب هوية الأنا من وجهة نظر أريكسون هما:

•اضطراب الدورRole confusion:

يحدث عندما يفشل المراهق في تحديد أهداف وقيم معينة خاصة به، ويفشل في تبني أدوار شخصية واجتماعية، وذلك ناتج عن فشل المراهق في خلق تكامل بين توحدات الطفولة حيث تتحول فترة التعليق المسموح بها اجتماعياً إلى نوع من الاضطراب الذي يعمل على إعاقة المراهق لحل أزمة الهوية، وتمنعه من القيام بالتزامات محددة نحو أدوار معينة.

•تبني هوية سالبة The Adeptation of negative Ego Identity

تعبر عن إحساس المراهق بالتفكك الداخلي وهذا الإحساس أخطر من مجرد فشل المراهق في تحديد أدواره وأهدافه الشخصية والاجتماعية بل يتعداه إلى دفعه للقيام بأدوار غير مقبولة اجتماعياً ومرتبطة بالعديد من مشكلات المراهقة مثل الجنوح وتعاطي المخدرات والانتحار.
أزمة الهوية في المراهقة:Identity Crisis
يواجه المراهق في هذه المرحلة أزمة ذات طابع بيولوجي اجتماعي، وذلك نتيجة التغير الذي يحدث في جميع جوانب الشخصية والذي يؤدي حتماً إلى النضج حيث ينمو الجسم بسرعة مع البلوغ، وتطرأ عليه تغيرات هائلة تحدث قدراً من الاضطراب لدى المراهقين، فتنشأ لهم أدوار اجتماعية جديدة، فضلاً عن أن صورهم عن ذواتهم كأطفال لم تعد ملائمة لمظهرهم الجديد، ومشاعرهم الجديدة نحو الجنس الآخر، كما تنشأ مطالب وتوقعات جديدة لدى الأقران والكبار تختلف عن تلك التي كانت في الطفولة، ويؤدي ذلك إلى اضطرابهم أو ما يطلق عليه أزمة المراهقة، أو أزمة الهوية. ويتوقف نجاح المراهق في حل أزمة الهوية على ما يقوم به من استكشاف للبدائل والخيارات في المجالات الأيديولوجية والاجتماعية ، وكذلك على ما يحققه من التزام أو تعهد أو فشل في حل أزمة الهوية يتجه إلى أحد قطبي هذه الأزمة، فإما أن يتجه إلى الجانب الإيجابي منها فتتضح هويته ويعرف نفسه بوضوح ودوره في المجتمع وهو ما يعرف بإنجاز الهوية، وإما أن يتجه إلى الجانب السلبي منها ويظل يعاني من عدم وضوح هويته وعدم معرفته لنفسه في الوقت الحاضر وماذا سيكون في المستقبل وهو ما يعرف بتشتت الهوية. (عبد الرحمن،1999، 223)
ويعد الإحساس الإيجابي بالهوية مؤشراً على النمو السوي في المراهقة وهناك مظهران لتحقيق الهوية في المراهقة:
الأول: يتمركز حول العالم الداخلي للفرد، ويتمثل في معرفة الفرد بوحدة ذاته واستمرارها عبر الزمن ويشمل ذلك معرفة الذات وتقبلها.
الثاني: يتمركز حول العالم الخارجي، ويتمثل في معرفة الفرد وتقمصها لمثل عليا في ثقافته التي يعيش فيها ويعني ذلك الاشتراك مع الآخرين في بعض الخصائص الجوهرية.
ويدفعنا هذا إلى القول بأن تحقيق الهوية في المراهقة يرتبط بخصائص الشخصية السليمة التي حددها أريكسون فيما يأتي:
•إظهار قدر من وحدة الشخصية
•السيطرة الفعالة والايجابية على البيئة.
•القدرة على إدراك الذات والعالم إدراكاً صحيحاً.
أما تشتت الهوية، فإنه يعد الخطر الحقيقي الذي يواجه الفرد في المراهقة، والذي يشكل عائقاً أمام نموه السوي، ولعل ذلك مرده إلى فشل الفرد في اكتشاف ماهيته، وتحديد نوع الشخص الذي يريد أن يكونه، وتحديد مركزه وموقعه في مجتمع الأقران والكبار وهو ما يطلق عليه غموض الدور أو خلط الدور، فضلاً عن تبني هوية سلبية مضادة للمجتمع تعبر عن نفسها في صورة ممارسة أدوار غير مقبولة اجتماعياً مثل الانسحاب الاجتماعي، والجريمة والتطرف والتعصب والجنوح والإدمان.

العوامل المؤثرة في تطور الهوية:

العلاقات الأسرية:

وهي عامل مؤثر في تكوين هوية الفرد ويبدو أن المراهقين الذين تعرضوا لإهمال أو رفض كانوا أقرب إلى حال التشتت، وبالطبع فإن كل مراهق لديه الفرصة لأن يتوحد مع الأشكال الوالدية العطوفة المانحة للحب والتقدير وكان لديه الفرصة ليكسب بعضاً من صفاتهم المرغوبة، وذلك لأن البعض من المراهقين يفشل في ذلك لسبب أو لآخر فإنه بالتالي يفشل في تكوين الهوية أو يكون هوية سلبية، وعندما تعمل العائلة كقاعدة آمنة يستطيع المراهق أن ينتقل منها إلى العالم الخارجي بثقة واطمئنان فإن تطور الهوية يزداد قوة فالمراهقون الذين يشعرون بالتعلق بوالديهم، لكنهم في الوقت نفسه يشعرون بالحرية في التعبير عن آرائهم يميلون إلى تحقيق الهوية أو تأجيل الهوية، أما المراهقون الذين يعيشون حالة انغلاق الهوية فعادة ما يكون لديهم روابط قوية مع الوالدين، لكنهم يفتقرون إلى فرص الانفصال الصحي، وأخيراً فإن المراهقين الذين يعانون من تشتت الهوية يعيشون في عائلات توفر لهم أدنى مستوى من الدفء والتواصل المفتوح.


التأثيرات المعرفية:

تعتبر القدرة المعرفية للفرد عاملاً مؤثراً في اكتسابه للهوية الشخصية، لأن الفرد يجب أن يكون قادراً على تحديد إمكاناته وقدراته بصورة موضوعية، وإذا كان البعض يرى أن هذه القدرة تعين المراهق في بحثه عن هويته، فإن هناك من يرى أن هذه القدرات تزيد كذلك من صعوبة عملية البحث، لأن المراهق يصبح قادراً على أن يتخيل كل أنواع الإمكانيات، أو الاحتمالات بالنسبة لهويته، وتؤثر المرحلة التعليمية للأبناء، فكلما كانت المرحلة التعليمية على مستوى متقدم، سيكون الأبناء أكثر قدرة لتحديد هويتهم، نظراً للنضج الفكري والفهم والوعي واستيعاب المشاكل والقدرة على الحل الأمثل لها، وقد وجد أن المراهقين الذين في حال تأجيل الهوية أو في حال تحقيقها يتبنون أسلوب معالجة البيانات الذي يتضمن البحث النشط عن المعلومات المهمة بدلاً من الاعتماد على الآخرين في اتخاذ القرارات (مثلما يفعل المراهقون المتعجلون) او الاندفاع في الاختبارات في اللحظة الأخيرة (كما يفعل المراهقون المتشتتون) والمراهقون الذين في حال تأجيل يبدو أنهم في حال أفضل، لأنهم منفتحون على الخبرات بأنواعها ويستفيدون من ذلك في تكوين هوياتهم.

الآثار الثقافية:

للهوية النفسية عناصر عديدة منها: وجود تراث روحي ومادي، يشعر كل فرد أنه جزء منه، وأنه مكون له في الوقت نفسه، كما لابد من الانتماء إلى ثقافة معينة تشعر الفرد بالتوحد معها وبالمشاركة فيها وبالحرية ضمن أجوائها، كما لابد من وجود شخصية اجتماعية محددة تربط أفراد الأمة بعضهم ببعض في دين واحد، ولغة واحدة، وعادات وتقاليد متشابهة، وخصائص في العمل والإبداع الفكري والفني متماثلة ، كما لابد من وجود منظومة من قيم روحية وأخلاقية وجمالية واحدة.
إن طرق تحديد الهوية تختلف باختلاف الثقافات، فالثقافة الأمريكية مثلاً تركز على نمو الهوية من خلال الفردية الكاملة، بينما تركز ثقافات أخرى كالصينية واليابانية على إحراز الهوية من خلال العلاقات الوثيقة بالآخرين، ومن خلال عضوية الفرد في نظام اجتماعي ثابت وفي المجال نجد الثقافة الإسلامية قد قامت على التوازن بين الفردية والجماعية، بحيث لا يطغى أحد الجانبين على الأخر، فالفرد المسلم يعرف حقوقه وواجباته نحو نفسه والآخرين، فلا تسيطر عليه الذاتية المفرطة "كالرأسمالية"، ولا يذوب فيحرم من أدنى حقوقه لخدمة الجماعة كما هو الحال عند الشيوعية.

calendar_month03/12/2019 09:16 pm