بلاشك عندي أن الرأسمالية المتوحشة، أو الامبريالية والتحررية (الليبرالية الجديدة)[1] كما تُسمى تستفيد من كل مصيبة أو مأساة أو حدث بالعالم حيث لا يهمها الناس ومصالحهم، كما لا يهمّها القيم المجتمعية الجامعة بقدر تركيزها على تعظيم مصالحها الاقتصادية وتركيزالنفوذ والثروة بأيديها والهيمنة على السوق، وعلى عقول الناس عبر الإعلام والترويج لها بجعل مصالحهم كأنها نفسها مصالح هؤلاء المتوحشين. 
إن تعطيل العالم-كما هو حاصل اليوم في ظل الفيروس التاجي وجائحة كورونا- لمصلحة النخبة المتحكمة قد يكون خيارًا رأسماليا مقصودا لا سيما والسيطرة علي الإعلام كما يقول تشومسكي، أو لسبب الفشل في المواجهة أو عدم القدرة على توقعها.
 أما أن الطائفة أو الطبقة السرية التي تحكم العالم بشكل خفي، وتدرك ما لا يدركه الآخرون وتسيطرعلى كل مفاصل العالم! فباعتقادي أن في ذلك التفسيرلما يحصل ونتيجته تعطيل العالم اليوم كثير مبالغة تُلغي قدرة الناس على التغيير، وهي بذات الوقت نظرية أو محاولة للتيئيس والاستسلام.
 دعني أقول أن هناك صراع فعلًا بين قيم السوق المتوحشة وقيم المجتمع والانسانية والعدالة الاجتماعية، وهناك استفادة لكبار الرأسماليين، أما أن منهم من شكّل طبقة أو جماعة (دينية أوأيديولوجية) تدير العالم فلا أراها بهذا الشكل، وانما أراها بشكل استغلالها الاستنزافي لكل الفرص ومنها استغلالها للحروب أو الاوبئة أو الكساد أوالمصائب ..الخ بما يعظّم من مكاسبها وثرواتها ونفوذها وهيمنتها.
الى ذلك بلا شك أن هذه الطبقة أو المجموعة لا تتحكم بالعالم وكأنه عبارة عن بيادق على رقعة الشطرنج بلا حول ولا قوة ولا روح، فهذا تفسير تسطيحي يؤمن به البعض وهذا شأنه. وانما الواقع -حيال هذه المجموعة الرأسمالية المهيمنة كما أرى- أنها صيّادة فرص، وأحيانا صانعة لهذه الفرص لمزيد من هيمنتها، والى ذلك فهي لا تملك ما لا تستطيع.
إن القول بأن أي من جماعات الهيمنة الرأسمالية الجشعة، أو الجماعات المؤدلجة، كانت وراء نشر فيروس كورونا المستجد من الألف الى الياء! عالِمة بكل أجزاء المسار ومدركة للنتيجة؟! فلا أراه هكذا أبدا، فمثل هذه القوة الخفية العظمى بهذا الشكل ضرب من الخيال أو مِداد لأصحاب المؤامرة.[2] وعقليتها التي تبرز مع كل مصيبة أوحدث كبير لم يستطع العقلاء تفسيره بما يرضي الأكثرية.
د.مارتن ريس ونهاية العالم
د.مارتن ريتس[3] (أو يلفظ ريس) العالم بالفيزياء الكونية كتب بشكل علمي مستندًا لدراسات وأبحاث متوقعا للعام 2020 أن يكون مسرحًا محتملا للحرب الحيوية (البيولوجية) والكوارث في كتابه ذو العنوان الطويل كالتالي: "ساعتنا الأخيرة: تحذير العلماء: كيف يهدد الإرهاب والخطأ والكوارث البيئية مستقبل البشرية في هذا القرن - على الأرض وما بعده"،[4] ومتوقعا موت مليون إنسان.
في كتاب: ساعتنا الأخيرة ، يتوقع د.ريس أن إحدى النتيجتين التاليتين أمر لا مفر منه للبشرية: الانقراض البشري، نتيجة للتأثيرات الجامحة للتقانة (للتكنولوجيا) الجديدة (مثل تقنية النانو) أونوع مسرّعات الجسيمات الضخمة فائقة التوصيل، أوالبحث العلمي غير المنضبط ؛ العنف الإرهابي أو الأصولي ؛ أو تدمير المحيط الحيوي ؛ أوالتوسع البشري في جميع أنحاء الفضاء، من خلال تقليل هذه المشاكل أو تجنبها أو التغلب عليها. ومن أجل تجنب الانقراض البشري، يدعو ريس إلى التحكم في البحث العلمي في جميع أنحاء العالم، والتحكم في الوصول المفتوح إلى مثل هذا البحث. ويذكر أنه في التسعينات، حاولت "أوم شينريكيو"[5] دون جدوى الحصول على عينة من فيروس إيبولا، والتي يمكنهم الآن إنشاؤها في مختبر جبل فوجي ، باستخدام المكونات والتعليمات من الشابكة (الإنترنت).
وتضيف الويكيبيديا في شرحها للكتاب الصادر عام 2003 [6] قائلة: " أن ريس يرى الآن الحرب النووية كسبب أقل احتمالا للانقراض، إلا أنه يدعو إلى الحد من التسلح بقدر التحكم في العلم والتقانة (التكنولوجيا) ، وأكثر ما يقلقه الآن هو إمكانية وقوع هجمات إرهابية بيولوجية كبيرة ، كما يتضح من رهانه المتميز أن مثل هذه الأحداث ستحدث في غضون العشرين سنة القادمة." أي توقعه العلمي ما بين الأعوام (2003-2023) ولم يحدد بالضبط عاما محددا والا لدخل في باب التنبؤات ما هو خروج عن الدقة العلمية في كثير من الأحيان.
د.هشام طالب ومصير الانسان والكون
 وأشار لذات فكرة د.ريتس بمصير الكون والعالم ونقلا عنه د.هشام طالب في كتابة: بناء الكون ومصير الانسان نقض لنظرية الانفجار الكبير الصادر عام 2006.
 يقول د.هشام طالب ص11 أن كتابه يتضمن: (سرد لوقائع وتحليل لأفكار ونصوص، واستنتاج لنظريات آمل أن تكون جميعها موضع عناية للمهتمين والعلماء، وما أنا بمصافيهم)، ومضيفا بتواضع ونقلا عن العالم الشهير د.فاروق البارز في ذات الصفحة التالي:(العلم اجتهاد والدين إيمان...ومتى آمنا بما جاء بالقرآن الكريم، فإن باقي العلم بالأرض وما حولها كله اجتهاد،لأنه معرض للتغيير بمقدار معرفتنا).
ومما نقله د.هشام طالب عن العالم ريس ناسبا له القول ص671 : (أن أهم الاخطار التي تهدد البشرية هي إرهاب نووي، وفيروسات مميتة معدلة وراثيا، وانفلات أجهزة من صنع الانسان وهندسة وراثية تغير طبيعة البشر، وكل هذا يتم بتدبير من أشرار أو نتيجة خطا بشري، غير أن العام 2020 سيكون عام الخطأ البيولوجي الذي يتسبب بمقتل مليون إنسان)، ومضيفا أن (طبيعة الانسان سوف تتغيرلأنها ستصبح غير ثابتة بسبب المخدرات المخلقة المستخدمة في العقاقير الطبية، وكذلك التقدم الهائل في الهندسة الوراثية....الخ).
 ويوضح د.هشام طالب أن (أخطر ما يمكن أن يؤول إليه الانسان في المستقبل هو الإنسان نفسه ومعه الحيوان والنبات لأن التحكم بالمورّثات أصبح موضع التنفيذ الجدي من قبل العلماء)، ومشيرا لاستمرار أفكار الهيمنة على الآخرين والسيطرة على الثروات الطبيعية والبشرية ص 674.
 ويختم الدكتورهشام طالب بالقول ص676 في خاتمة الفصل والكتاب أن: (أخوف ما أخاف أن تستفحل الأمور، ويحدث الخطأ البشري القاتل باستخدام أسلحة تدميرية تقضي على مناطق كاملة من العالم، خاصة وأنه باستطاعة آلاف العلماء تخليق فيروسات وبكتيريا تتسبب بظهور أوبئة مميتة).
وفي نقطة الخطأ البشري فيما يتعلق بموضوع الفيروس التاجي (كورونا) اليوم لم يتم الإجابة على هذه الفرضية إيجابا بطريقة علمية. وإنما تم تبنيها بشكل أو بآخر[7] من البعض بطريقة تآمرية مقصودة تشاهدها في عديد مقاطع المرئي (الفديو) أو تجدها عند المشعوذين الذين ينسبونها لمتنبيء من عصر مضى، أو للعبة أرقام هنا وهناك نسبها البعض للقرآن الكريم حاشا لله.
 ونوّه لذلك أي للخطر الفيروسي "بيل غيتس"[8] وعلماء وكُتاب آخرون، حيث قال "غيتس" كما تورد قناة الحرة في موقعها 1/4/2020 أنه عام 2015 "حث غيتس قادة العالم على الاستعداد لمواجهة وباء بنفس الطريقة التي يستعدون بها للحرب - من خلال إجراء عمليات محاكاة للعثور على مكامن الخلل في النظام"، وأكد غيتس بالقول أنني: "ما زلت أعتقد أننا إذا ما قمنا بالقرارات الصحيحة الآن، مستنيرين بالعلم والبيانات وخبرة المهنيين الطبيين، يمكننا إنقاذ الأرواح وإعادة البلاد إلى العمل".
طلال أبوغزالة والحرب الثالثة
وكما الأمر مع د.طلال أبوغزالة حين توقع العام 2020 عاما للحرب بين الصين وأمريكا. إذ يقول في أحد مداخلاته المتعددة حول الموضوع أنه[9]: (منذ ثمانينيات القرن الماضي، تصاعدت التخوفات الأميركية من احتمال فقدان الريادة الاقتصادية في العالم، وقرب تصدر الصين التي ينمو اقتصادها بشكل مستمر بنسبة 6%، والتي تراهن على أن يكون اقتصادها ضعف الاقتصاد الأميركي عام 2030، في الوقت الذي تراجع فيه نمو أكبر اقتصاد عالمي إلى ما دون 2%، وارتفاع نسبة العجز في الموازنة الأميركية إلى 20%، أي ما يقارب مبلغ تريليون دولار.)
ويضيف أبو غزالة إنه من الطبيعي أن تخيف هذه الأرقام صُنّاع القرار في الولايات المتحدة خاصة مع احتمال أن تزداد الهوة بين اقتصاد البلدين خلال السنوات المقبلة. ولوقف هذا الانحدار، قد يلجأ الرئيس الأميركي إلى افتعال حرب في أي لحظة، يكون بحر الصين ساحتها، مرجحا اندلاعها قبيل الانتخابات الأميركية المقبلة، من أجل دفع الصين إلى قبول الحوار.
 "فالتين كاتاسونوف" وعبودية أصحاب الأموال
ويمكن أن نشير لتحليلات عديدة مثل تحليل الكاتب الروسي فالتين كاتاسونوف[10]، الذي يقول -ووجهة نظره نحترمها ولا نقر الكثير منها- أن: "أصحاب الأموال"، الذين دبروا الجائحة الحالية[11]، لن يكونوا في حاجة إلى تطور اقتصادي دوري بلا نهاية."
مضيفا أن "ما يعنيهم هو الهدف النهائي، أي فرض سلطتهم على العالم؛ فهم يحلمون بإقامة نظام عالمي جديد لا وجود فيه لدول قومية.. نظام تترسخ في ظلّه حكومة عالمية.. وعندئذ لن يكون لهذا النظام ما يجمعه بالرأسمالية الكلاسيكية، بل سيكون من الصواب تسميته بنظام العبودية الجديد، أو الاقطاعية الجديدة" إلا أنه يختم بالقول: "لقد عرَّت الحرب الفيروسية منذ بدايتها، مخططات النخبة العالمية، وسلطت الضوء على عملائها، وكشفت كثيرا من أسرار نشاطها التخريبي. سترغم هذه الجائحة ملايين البشر في العالم على التفكير بما لم يفكروا به سابقا، عندما كانوا يظنون أن مشروع النظام العالمي الجديد مجرد خيال من خيالات أنصار نظرية المؤامرة. والآن، ستتجلى النتيجة (وها هي تتجلى فعلا) في استعداد ملايين البشر حول العالم للنضال ضد "أصحاب الأموال"... أما الكفاح ضد فيروس كورونا،[12] فليترك للأطباء وغيرهم من أهل الخبرة وذوي الاختصاص."
وكل هؤلاء وربما غيرهم ممن يمكن الاستماع لهم بعقل مفتوح، والتفكر بمنطق التحليل السياسي أو العلمي ما يتبعه من المفكرين نعوم تشومسكي.
نعوم تشومسكي: السياسيون خدم السوق، ولا يأخذون العلم بجدية
يقول تشومسكي في مقابلة له[13]: "لقد حذر العلماء من حصول جائحة لسنوات ، وبإصرار منذ وباء "سارز" عام 2003 ، الناجم أيضًا عن فيروس كورونا ، الذي تم تطوير اللقاحات من أجله"
مضيفا: "كان هذا هو الوقت المناسب للبدء في تطبيق أنظمة الاستجابة السريعة استعدادًا لتفشي المرض وتخصيص الطاقة الاحتياطية اللازمة. كان من الممكن أيضًا اتخاذ مبادرات لتطوير الدفاعات وأنماط العلاج للتكرار المحتمل لفيروس ذي صلة." وهو ما لم يحصل قائلا بوضوح:" أن الفهم العلمي ليس كافيا. يجب أن يكون هناك شخص ما لالتقاط الكرة والركض معها." ويقصد أن يأخذ السياسيون الأمر بمنطق الجدية إلا أنه " تم حظر هذا الخيار من قبل أمراض النظام الاجتماعي والاقتصادي المعاصر".
ومضيفا بالقول "كانت إشارات السوق واضحة: ليس هناك ربح في منع وقوع كارثة في المستقبل. كان يمكن أن تتدخل الحكومة ، ولكن هذا ممنوع!" ومفسرا ذلك بوضوح بالقول أنه في أمريكا تم "تسليم عملية صنع القرار بشكل كامل إلى عالم الأعمال ، وهو مكرس إلى الربح الخاص وخالٍ من تأثير أولئك الذين قد يهتمون بالصالح العامة".
الجماعات الشريرة وكورونا وثلاثة احتمالات
الواقع الحاصل باعتقادي أن كل الجماعات الشريرة والخيّرة، وبما فيها الدول والجماعات الدولية كالأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوربي...الخ، لا تعلم،أولم تكن تعلم، بمدي خطورة هذا الفيروس للدرجة المتوجب أن تكون فيها على جاهزية مسبقة تحسبا للانتشار.
ويمكن القول أيضا: أن هذه المؤسسات والدول والجماعات ربما لم تعلم أو لا تعلم ولا تدرك مدى فتك وسرعة انتشار الفيروس، وقد تكون مهملة بذلك حيث رأت أن استباق مقاومة احتمالية الوباء غير مجدي اقتصاديا بنظرتها الأولية قبل الجائحة، وبالتالي هي مقصّرة بشكل خطير كما أشار "تشومسكي" استجابة لاحتياجات السوق والربح والخشارة وليس مصالح الناس، وكما ظهر من الاستجابات البلهاء والمتأخرة للرئيس الامريكي "ترامب".
والاحتمال الثاني أنها تعلم، بل تعلم جيدا، وتصعّد الأحداث قاصدة! وهنا تبرز عقلية التحكم الخفي والمؤامرة، وكأننا في العالم جميعا عبارة عن كائنات بلا قدرة أو قيمة، خاضعين مستسلمين لهؤلاء صانعي المآسي والفتن والأزمات لمصلحتهم ضاربين بعرض الحائط القيم الدينية والانسانية.
 وفي الاحتمال الثالث قد تكون الدول أو المؤسسات او الجماعات أو بعضها على علم بالجائحة وامكانية انتشارها العالمي ولكنها لا تملك، ولا تقدر فنيا وبشريا واقتصاديا، ولا تستطيع المواجهة فسقطت بالامتحان.
نعم. كلام العلم يُبنى على الاحصائيات والاحتمالات والدراسات، والتوقعات التي قد تصيب وقد تخيب كما الحال مع توقعات وتحليلات د.ريتس أو غيره. أما كلام عقلية المؤامرة فيجزم بوجود جهات سرية وخفية اوقوى شر عليا تتآمر يوميا لأغراض شريرة.
فعلى سبيل المثال وفي سياق ما ذكرناه-ونقلا عن دراسة[14] منشور خبر عنها في موقع فضائية الحرة على الشابكة- فإن: "دراسة جديدة كليا نشرتها مجلة "نيتشر" العلمية، وشارك فيها باحثون من جامعات أدنبرة وكولومبيا وسيدني وتولين، لم تجد أي دليل على أن الفيروس تم صنعه في مختبر أو هندسته بأي شكل آخر، كما أشارت بعض الشائعات، وذلك بعد أن قام العلماء بتحليل بيانات تسلسل الجينوم العام لفيروس كورونا المستجد واسمه العلمي "سارس كوف2" (SARS-CoV-2) والفيروسات ذات الصلة.
وفيروس كورونا المستجد هو الأحدث في سلالة فيروسات كورونا، وهو السابع المعروف من سلالة كورونا الذي يصيب البشر، والثالث الذي يسبب أمراضا خطيرة." [15]
الصراع: نفهم ونعي ونحرص
ومع كلام العلم، ومنطق التفكير والعقل والتحليل العلمي ومنهج البحث، وفي ظل فكرة الصراع[16] الذي يجب أن نخوضه ضد الجهالة من جهة، وضد الاستغلال وعقلية تدمير البشر لمصلحة فئة أو جماعة استعمارية أو رأسمالية جشعة، فإنه يجب أن نفهم ونعي ونتوجس ونستعد ونحرص ونقاوم.
إن الصراعات هي مجموعة من العمليات، أو الأحداث التي تتبلور في وقت معين وينتج عنها الاختلافات المتطورة التي تصل مرحلة معقدة من النزاع،وهي جزء من حياة البشر ولكن هنالك مراحل متميزة لحالة النزاع أو الصراع بين الفئات المشتركة.
ترى ورقة رانيا سعيد وتامر عبد العظيم البحثية المقدمة لجامعة الإسكندرية المعنونة: ظاهرة الصراع الدولي أنه نشأ منذ بدء الخليقة، وفي الانسان والمجتمع وبين الجماعات والدول ومن تعريفاته أنه: ”عملية منافسة ظاهرة، أو محتملة بين أطرافه“. وفى جوهره ”تنازع الإرادات“، ينتج عن اختلاف فى دوافع أطرافه، مما يؤدى بهم إلى اتخاذ قرارات، أوانتهاج سياسات تختلف فيما بينها أكثر من اتفاقها".[17]
 في فكرة الصراع نجد التحليل المنطقي، ولكن مع كلام المؤامرة المطلوب أن نستكين ونخضع ونرتعب لأننا مساكين ضعفاء خاضعين للقوي، وللقدر الخفي، فنحن أدوات بلا عقل تتلقى الضربات بالبكاء والاستكانة.
 فكرة المخطط الشرير، وسيطرة الليبرالية الجديدة المتوحشة (المؤدلجة) بنت الرأسمالية الجشعة هو ما يجب فهمه بتعقل، ورفضه وإتقان وسائل التعامل معه ومواجهته. نعم فهناك حتما مَن يخططون لتدميرنا لمصالحهم الاقتصادية (أو الأيديولوجية الهدامة) والخاصة على حساب مصلحة البشرية، وواجبنا التصدي لهم. أما فكرة المؤامرة فهي تعني بتعريفنا قوى خفية شريرة تعلم كل شيء وتقوم بكل شيء ولا قوة لنا عليها. وهنا الفرق فنحن كما نقول ضد المخططات الاحتلالية والعقلية الاستعمارية الاستنزافية، وضد والمخططات الشريرة أوالجشعة، ولسنا مع نظرية الشر الخفي او الدائم أوالحتمي الذي يجب أن نستسلم له.

calendar_month08/04/2020 09:29 am