
هذا المخيم الكاسر الجاسر الذى يُنحنى إكباراً لوطنيته ونضاله وتضحيته على مر السنين ، منذ التهجير والترهيب والوعيد لن يصمت على تمرير مخططات المحتلين وبل ينتظر العدل ووعد الحق لإكتساب حقوقه ونظرته للأرض والبيت الذي هجر منها بقسوة الظلم والبطش الصهيوني ، مخيم المغازي يقع وسط قطاع غزة ، وتأسس عام 1949 بعد التهجير القصرى من أرضه أثناء الأعمال العدائية التي رافقت الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 وتنحدر أصولهم من القرى الواقعة جنوب ووسط فلسطين التاريخية .
وسمي مخيم المغازي لانها كانت محطة الغزاة وإشتداد المعارك بها على مر السنين ، وهو أحد أصغر المخيمات الفلسطينية للاجئين في قطاع غزة ، سواء من حيث الحجم أو المساحة أو من حيث عدد السكان .
ويعرف هذا المخيم بضيق شوارعها أو أزقتها وإرتفاع كثافته السكانية ، أي هناك وصل عدد سكانه أكثر من 30 ألف لاجئ حسب إحصائية الأونروا " وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين في الشرق الأدنى " .
ويقطنون في مساحة لا تتعدى 6 كيلو متر مريع ، ورغم ذالك لن يعيشوا بسلام من الخناق والحصار والقصف وبطش الإحتلال عليهم وضرب القرارات الدولية والأممية والقانونية والإنسانية في المحافل الدولية بعرض الحائط .
هل التهمة بأنهم فلسطينيون لاجئين أصحاب حق ينتظرون بالعودة لأرضهم وانصافهم بالعدل أم بأنهم إرهابيين ويجب إبادتهم . . كل مخيمات الاجئين بفلسطين وعلى رأسهم مخيم المغازي لن ولم يتنازلوا عن حقهم وحق أجدادهم في فلسطين التاريخية وعن القدس والمسجد الأقصى عاصمة فلسطين الأبدية .
هبة القدس نصرة لللأقصى :
منذ اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة الإحتلال ، خرجت مظاهرات عارمة بمخيم المغازي ومخيمات الوطن تعد بالآلاف من كبارها وصغارها تنديداً بهذا القرار المجحف ، وسط غضب شديد بالتنديد ورفضها للقرار المؤلم والإنحياز الأمريكي للإحتلال الإسرائيلي بعد مرور مائة عام على وعد بلفور 1917 إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق ويتكرر اليوم بالوعد الثاني وعد ترامب الأرعن 2017 يعطي ما لا يملك لمن لم يستحق .
يعبر هذا المخيم بكل الوسائل السلمية أمام العالم أجمع لرفضه القرار وخروج أهل المخيم للمناطق الحدودية يحمل علم فلسطين ويقول لا للقرار الجائر لا للعنصرية القدس عاصمة فلسطين الأبدية ، وما زال يخرج ويستمر بهذه الهبة الجماهيرية السلمية مطالباً العدول والتراجع عن القرار المجحف بحق فلسطين والأمتين العربية والإسلامية .
رغم إعطاء حق الفيتو في الأمم المتحدة وافشال القرار ، إلا طالبت مصر والقيادة الفلسطينية والأردن وتركيا عقد قرار بالجمعية العامة بالأمم المتحدة وكان التصويت 128 دولة عربية إسلامية أوروبية بإجماع دولي كآسح ضد قرار ترامب ، وطالبوه بالتراجع والعدول عن قراره ، وأبا بإنحيازه للإحتلال الإسرائيلي ، ولكن كان رفض القرار بمثابة إستفتاء دولي ، بأن القدس الشرقية عاصمة فلسطين والمقدسات دينية إسلامية مسيحية ، رغم الحصار الخانق من إغلاق المعابر والفقر المطقع والبطالة العالية ونقص المساكن وقطع التزويد بالكهرباء والمياه الغير صالحة للشرب وتكدس الخريجين وحتى الهواء الملوث ومليء بالغازات السامة وتضيق الخناق وما زال يضحي ولا يأبا هذا المخيم الصامد ويقدم الشهداء والجرحى والأسرى وأغلى ما يملك نصرتاً للقدس والمقدسات وعن تراب الوطن الغالي طالما يحيا وتحرير كامل أرض فلسطين .
عضو الشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام