نجحت الصين في مجال تطور التكنولوجيا خاصة في مجال بناء الشبكة الرئيسية لجيلها القادم من الإنترنت. وصناعة الشرائح الأليكترونية الذكية. فقد استطاعت أن تسبق العالم من خلال تطوير الشبكة العنكبوتية الإنترنت وهي أضخم وأسرع من كل سابقاتها من الأجيال وأكثر أمناً في المستقبل. فقد قال عدد كبير من الخبراء المتخصصين إنَّ الشبكة وصلت الى مستوى قيادي عالمي بشكلٍ إجمالي ، نتيجةً لإبداعاتها الرئيسية والهامة .وستوفر للصين فرصةً أكبر في هذا المجال. الجدير بالذكر أنَّ الصين كانت قد بدأت في بناء الجيل الصيني التالي من الإنترنت في عام 2003 م. وفي عام 2005 أكملت جيلها التالي الأول من الانترنت (سي ان جي آي – سيرنت). كما أنَّ نجاح الشبكة العنكبوتية الانترنت الأساسية (سي ان جي آي) حرَّر جمهورية الصين الشعبية من الاعتماد على تكنولوجيات الإنترنت الرئيسية الأجنبية وملحقاتها ومنتجاتها وضمن أمن المعلومات الوطنية الصينية.
من المقدَّر وحسب علماء التكنولوجيا أنَّ يزيد الجيل التالي الذي تم اقتراحه في أواسط التسعينيات من القرن الماضي سرعة نقل المعلومات بما يزيد على 1000مرة لتصبح 40 غيغا بايت في الثانية. وذكرت شبكة الصين بأنَّه يوفِّر هذا الجيل أيضا أماناً من الناحية الوطنية أكثر وإدارة أسهل بكثير وعناوين إنترنت هائلة لا تنفد تقريباً.وستطبق نسخة بروتوكول الإنترنت رقم 6( اي بي في 6) خلال الجيل التالي من الشبكة العنكبوتية الإنترنت بدلاً من نسخة بروتوكول الإنترنت 4 ( اي بي في 4) وينظم البروتوكولان حركة المعلومات في شبكة الإنترنت من خلال طرق عدّة. قامت الصين من أجل تطوير (سي إن جي آي) ببناء أول شبكة عنكبوتية في العالم تعتمد على (اي بي في 6) فقط. واستخدمت للمرة الأولى محدِّدات القنوات المحلية (اي بي في 6) مكونات شبكة الإنترنت الأساسية في شبكتها الرئيسية الوطنية وبذلك تقود الصين التطور التكنولوجي في العالم. وفي هذا السياق أكَّد الخبراء أنَّ هذا يعتبر تقدماً هاماً له دلالته الاستراتيجية نتيجة إنهاء الاعتماد على التكنولوجيات الأجنبية في بناء شبكة الإنترنت.وفي حقيقة الأمر فإنّ الصين عملت على ربط شبكة (سي ان جي آي) الرئيسية مع تزايد سرعة النقل المتراوحة بين 2.5 إلى 10غيغا بايت في الثانية 25 عقدة أساسية موزعة في 20 مدينة في جميع أنحاء الصين التي تصل مساحتها إلى نحو . 9,597,000 كم²
كما حقَّقت الصين أيضاً إبداعاتٍ هائلةٍ ومذهلةٍ في إيجاد خطة إنتقالية جديدة بين نسختي بروتوكول شبكة الإنترنت ،ونظام (اي بي في 6) لتدقيق صحة عناوين المصدر الأساسي والفرعي لضمان أمان الشبكة. فقد ذكر مركز أبحاث متخصص في مجال شبكة الإنترنت في جامعة تسينغهوا وهي المؤسسة القيادية في بناء (سي ان جي اي) إنَّ كلتا الشبكتين منحتا براءات اختراع صينية وطنية وأصبحتا مراجع أساسية أولى وهامَّة لمنظمات الإنترنت الدولية في مجال وضع المعايير الدولية. فقد أصبح الجيل القادم من شبكة الإنترنت المعترف به كتوجه مستقبلي في تنمية شبكة الإنترنت ،وكسلاح فعَّال في الحفاظ على المزايا الاقتصادية والعسكرية والسياسة مهمة استراتيجية للبلدان المتقدمة الكبرى في العالم مثل اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول أوروبا . 
في حقيقة الأمر يبدو أنَّ جمهورية الصين الشعبية تهدف إلى تعزيز حصة الاقتصاد الرقمي من ناتجها المحلي الإجمالي بحلول عام 2025 م، مدفوعةً بتقنيات الجيل التالي مثل شبكة إنترنت الجيل السادس والبيانات الضخمة التي تملكها.ويسلَّط الطموح الكبير لدى الصينيين الضوء على دفع الصين للمضي قدماً في التكنولوجيا الجديدة المتطورة، حيث تواصل التنافس مع الولايات المتحدة الأمريكية في مجالات من أشباه الموصلات إلى الذكاء الاصطناعي.فقد أصدر مجلس الدولة الصيني وهو أعلى هيئة تنفيذية في الصين أصدر وثيقة أكَّدت على أنَّ الصناعات الأساسية للاقتصاد الرقمي ستشكِّل عشرة بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2025 م ، ارتفاعاً من 7.8% عام 2020 م . 
وتعتبر الأهداف الكبيرة الهامة جزءاً من الخطة الخمسية الرابعة عشرة لجمهورية الصين الشعبية، وهي مخطط تنموي يمتد من عام 2021 م إلى 2025 م. وفي العام الماضي، سلطت الصين الضوء على مجالات (التكنولوجيا الحدودية) الواسعة والمتطورة جداً التي ستعزز البحوث والدراسات، وتهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي فيها لمدةٍ طويلةٍ جداً .
وعلى سبيل المثال لا الحصر ، تهدف الصين إلى زيادة مبيعات التجزئة الوطنية عبر شبكة الإنترنت من 11.76 تريليون يوان في عام 2020 م إلى 17 تريليون يوان في عام 2025 م . وتتوقع الصين أن ترتفع صناعة البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات والشرائح الذكية من 8.16 تريليون يوان في عام 2020 م إلى 14 تريليون يوان في عام 2025م.
كما يتوقع الخبراء الصينيون أن يرتفع عدد مستخدمي النطاق العريض غيغابت، وهو أسرع سرعة اتصال بشبكة الإنترنت حالياً في العالم ، من 6.4 مليون في عام 2020 م إلى 60 مليوناً في عام 2025 م . وستعمل الصين على تعزيز النشر التجاري والتطبيق على أوسع نطاق لشبكة الجيل الخامس، وفقاً للخطة الموضوعة . وتتعلق شبكة الجيل الخامس بشبكة إنترنت الجيل التالي الذي يعتبر بسرعات فائقة جداً. لقد بدأ بالفعل طرحه في الأسواق الصينية ودول أخرى في العالم . وكذلك استمر العمل الجاد المتواصل وفق علم الحوسبة السحابية، وبناء مراكز البيانات الاستراتيجية ، والتجارة الإلكترونية عبر الحدود. 
الجدير بالذكر أنَّ خطة العاصمة الصينية بكين تحدد أيضاً الطموحات والآمال في الجيل السادس أو الجيل السادس من شبكة الإنترنت. وتخطط الصين أيضاً بشكلٍ مركزي لزيادة دعمها للبحث والتطوير في الجيل السادس من خلال مراكز الأبحاث والدراسات المتخصصة، والمشاركة العملية والفعّالة في إنشاء المعايير الدولية للجيل السادس. وهذا أمرٌ في غاية الأهمية. كما بدأت الصين في وضع أسس العمل على شبكات الإنترنت من الجيل السادس في عام 2019 م. وقد بدأ الجيل الخامس للتو في الظهور للعلن ودون تردّد ، ولا توجد معايير أو تعريفات خاصة متفق عليها لما ستكون عليه شبكات الإنترنت للجيل السادس حتى الآن. 
و من الواضح تماماً أنَّ جمهورية الصين الشعبية وهي ثاني أكبر اقتصاد في العالم أيضاً تهدف إلى لعب دور أكبر في تشكيل معايير التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، وهي خطوة هامة وفريدة لأنها قد تكون لها آثار كبيرة جداً في القوة التي تمارسها الصين في مجالات من الشبكة العنكبوتية الإنترنت عبر الهاتف المحمول إلى الذكاء الاصطناعي فائق الدقة . والذي يتقارب مع منتجات الهايتك الخاصة بعلوم الفضاء. والعمل على انتاج أشباه الموصلات فائقة الذكاء. وفي الأغلب يتم الاتفاق على المعايير والأسس العالمية على القواعد الفنية لكيفية عمل التقنيات والبرمجيات المتطورة .
calendar_month01/02/2022 03:42 pm