
تمر علينا اليوم ذكري معركة الكرامة بين الفدائيين الفلسطينيين الأبطال، وعصابة جيش العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين؛؛ ومع الذكري المُتجددة كل عام لازال الدم الفلسطينيي النازف مستمرًا،، بتضحيات الشهداء مع ارتقاء الشهداء الأبرار كل يوم برصاص الاحتلال الصهيوني المجرم،، يشهد العالم اليوم تغيرات جوهرية وشبه بدء قرع الطبول لحرب عالمية!؛؛ تتجدد ذكري معركة الكرامة، التى أعادت الكرامة للأمة العربية والإسلامية كانت في تلك المعركة البطولة والتضحية والفداء، وتستمر المواجهة مع الاعداء في كل يوم وساعة، ووقت وحين، وبصورة، وأدوات مختلفة، مع وجود شعب فلسطيني بطل صامد مقاوم فدائي يقارع الاحتلال وقطعان الغاصبين المستوطنين ويرفض كل قرارات التهويد، والطمس والشطب لحقوق شعبنا؛ فيقاوم الاحتلال بالكلمة، وبالقلم، وبالحجر، ومبضع الجراح، وبريشة فنان، وبالسكين، وبالمقاطعة، وبالمقاومة الشعبية، وبالدهس؛ وبالرصاص، وبالمبضع، وبالشعر، وتعزيز الثقافة، الوطنية، والإسلامية وبالأنشودة، والمسرحية الوطنية الهادفة؛ فالكل يدلي بدلوهِ من أجل تحقيق التحرير، والحرية، والكرامة لتحرير المقدسات؛ وأفول نجم حل الدولتين، وشبه وفاة اتفاقية أوسلوا بعد اعتراف، بعد اعتراف الرئيس الامريكي الاسبق ترمب بالقدس الشريف عاصمة لكيان الاحتلال الاسرائيلي الغاصب، واعلانهِ نقل السفارة الأمريكية إلي القدس المحتلة...
وكان ذلك في يوم الرابع عشر من شهر مايو والذي يصادف حينها مرور سبعون عاماً علي نكبة شعبنا الفلسطيني، وتم تقليص المساعدات للأونروا، مع محاولة شطب حق العودة وازاحة الثوابت الفلسطينية من أي اتفاق وصولاً لحرب روسيا ضد اوكرانيا الخ....
وفي خضم تزاحم تلك الأحداث تأتي علينا كل عام في يوم الواحد والعشرين من شهر مارس من كل عام ذكري معركة الكرامة المجيدة الخالدة، والمُضيئة والمُشرقة في حياة شعبنا الفلسطيني المكافح، وأمتنا العربية والإسلامية؛ وقد جاءت معركة الكرامة بعد هزيمة الجيوش العربية في حرب الأيام الستة وإن شئت فقُل الساعات الِست في عام 1967م!!؛ لتأتي رداً علي الهزيمة النكراء، فأعادت معركة الكرامة للأمة العربية كرامتها، ومرغت انوف زعماء عصابة قادة جيش وجنود الاحتلال الاسرائيلي الجبان في التراب؛؛...
وقعت تلك المعركة في يوم 21 من شهر آذار مارس عام: 1968، بين الفدائيين الفلسطينيين الأبطال تتقدم الصفوف حركة فتح العملاقة، ومعهم فرقة مُدرعات من الجيش الأردني البطل، ومن جهة، أخري كانت عصابة جيش القوات الصهيونية المعتدية، ، فكانت المعركة بالقرب من مخيم الكرامة على الضفة الشرقية لنهر الأردن؛؛ وتعود أسباب تلك المعركة المجيدة بسبب العمليات الفدائية التي كانت تقوم بها مجموعات من الأبطال المقاتلين الفدائيين الفلسطينيين بمنطقة الغور الشرقي لنهر الأردن حيث قامت بتنفيذ العديد من العمليات العسكرية التي أرّقت قوات الاحتلال، وأقلقت مضاجعهم؛ كما أن السبب للمعركة يعود لغرور وغطرسة، وكبرياء في قيادة جيش الاحتلال الاسرائيلي بعد هزيمتهم الجيوش العربية!؛ حيثُ برزت مقولة الجندي الصهيوني الذى لا يُقهر، فأعلن قادة دولة الاحتلال الصهيوني أنهم سوف سيقومون بنزهة قتالية لتدمير ما تبقي من الفدائيين الفلسطينيين المقاومين!!؛ ومن أجل احتلال مرتفعات البلقاء والاقتراب من العاصمة عمّان، وضم أجزاء جديدة من الأردن وتحويلها إلى جولان أخرى للتخلص من الهجمات المستمرة التي كان يقوم بها أبطال معركة الكرامة أبطال حركة فتح بقيادة القائد الرمز الشهيد القائد البطل/ أبو عمار ياسر عرفات أنداك رحمه الله، ورفاقه في درب النضال والكفاح؛؛.
ولقد كان الهدف من تلك الحرب هو كسر شوكة المقاومة، وخاصة الفدائيين الفلسطينيين وكذلك إسكات الجبهة المقاومة للفدائيين والعمليات التي تنطلق من خط الحدود بين فلسطين المحتلة، والأردن، وكذلك إلى إرغام الأردن على قبول التسوية والسلام الذي تفرضه دولة الاحتلال، وبالشروط التي تراها وكما تفرضها من مركز القوة، ومحاولة الصهاينة وضع موطئ قدم لهم على أرض شرقي نهر الأردن باحتلال مرتفعات السلط، وتحويلها إلى حزام أمنى صهيوني لعصابة كيان الاحتلال الهش..
ففي بداية العام 1968م هددت دويلة الاحتلال الصهيوني المجرم، بالقيام بعملٍ مضاد إذا ما استمرت نشاطات الفدائيين الفلسطينيين عبر نهر الأردن، وقامت بتكثيف نشاط الدوريات الإسرائيلية في الفترة ما بين 15-18 آذار 1968 بين جسر الملك حسين وجسر دامية، وكذلك الطلعات الجوية لطائراتها فوق وادي الأردن، وتمهيدا للهجوم الواسع نفذت قوات الاحتلال الصهيوني هجمات عديدة متواصلة تركزت بشكل رئيسي على القصف الجوي والمدفعي على طول الجبهة الأردنية طوال أسابيع عديدة سبقت بداية المعركة عند الساعة 5:25 من فجر ذلك اليوم، كما مهدت لذلك بإجراءات واسعة النطاق في المجالات النفسية والسياسية والعسكرية عمدت بواسطتها إلى تهيئة المنطقة لتطورات جديدة يتوقعونها كنتائج لعملياته العسكرية شرقي نهر الأردن؛ واستمرت المعركة ست عشرة ساعة في قتال مرير على طول الجبهة، ومن خلال مجرى الحوادث وتحليل العمليات القتالية اتضح أن القوات الإسرائيلية المهاجمة بنت خطتها على ثلاثة مقتربات رئيسة ومقترب رابع تضليلي لتشتيت جهد القوات المدافعة المقابلة لها، وجميع هذه المقتربات تؤدي حسب طبيعة الأرض والطرق المعبدة إلى مرتفعات السلط وعمان والكرك..؛ فقامت القوات الصهيونية بشنّ هجوم واسع من ناحية الضفة الشرقية لنهر الأردن امتد من جسر الأمير محمد شمالاً، حتى جنوب البحر الميت، وكان هدف الهجوم حسب ما أعلنت قوات الاحتلال في حينه، القضاء على مواقع الفدائيين الفلسطينيين في مخيم الكرامة، وقامت مجموعات من الفدائيين من الأبطال الفتحاويون برصد، ومراقبة تحركات قوات الاحتلال، وتدارست القيادة الأمر واستعدت وتجهزت للمعركة بصورة جيدة واتخذت كافة التدابير الواجب اتخاذها وعلى الأخص المجابهة أو الانسحاب من المواقع المستهدفة لتأتي ضربته في الفراغ وفقا لمبادئ قتال الحرب الشعبية، اتخذ الفدائيون استعداداتهم للتصدي للعدوان القريب ووضعوا انفسهم في حالة استنفار وتعبئة انتظارًا للتطورات والعدوان المُنتظر والمتوقع قدومهُ؛ ومع بدء ساعة الصفر للمعركة استبسل، وصمد الأبطال الثوار الفدائيون في المعركة، والتي كانت نقطة تحول كبيرة بالنسبة لحركة فتح خاصة والمقاومة الفلسطينية عامة، وتجلى ذلك في تقدم الاف الشباب للإنظام لصفوف الفدائيين بعد انتهاء المعركة، ولا سيما من قبل المثقفين وحملة الشهادات الجامعية، وقامت مظاهرات كبرى احتفاء بالشهداء الفلسطينيين الأبطال الذين ارتقوا في المعركة إكراماً لهم، وخاصة في المدن العربية التي دفنوا فيها، وكان الاهتمام المتزايد من الصحافة الأجنبية بالمقاومة الفلسطينية، مما شجع بعض الشبان الأجانب على التطوع في صفوف حركة فتح؛ كما أعطت معركة الكرامة معنى جديد تجلى في المظاهرات المؤيدة للعرب والهتافات المعادية التي أطلقتها الجماهير في وجه وزير عصابة خارجية الاحتلال في ذلك الوقت المجرم/ ( آبا آيبان)، أثناء جولته يوم 7/5/1968 في النرويج، والسويد، حيث سمعت آلاف الأصوات تهتف‘ عاشت فتح؛؛ووفق التقارير العسكرية التي تم تداولها بعد معركة الكرامة، بلغت خسائر جيش الاحتلال 70 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، وتم تدمير 45 دبابة و25 عربةً مجنزرة، و27 آلية مختلفة، واسقاط 5 طائرات.
أما الثورة الفلسطينية فقد فقدت للعلياء 17 شهيداً في حين قدمت الأردن للعلياء من شهداء الجيش الأردني 20 شهيداً، و65 جريحاً و دمرت 10 دبابات، و10 آليات مختلفة ومدفعين فقط؛ وبعد انتهاء المعركة صدرت العديد من ردود الفعل كان أبرزها:
هو قول الرئيس الشهيد القائد الرمز/ ياسر عرفات:
“إن معركة الكرامة شكلت نقطة انقلاب من اليأس إلي الأمل، ونقطة تحول في التاريخ النضالي العربي، وتأشيرة عبور القضية الفلسطينية لعِمقها العربي، والدولي، وفي المقابل، قال رئيس أركان عصابة جيش الاحتلال الإسرائيلي في حينه المجرم القاتل/ (حاييم برليف)، في حديث له: “إن "إسرائيل" فقدت في هجومها الأخير على الأردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة أضعاف ما فقدته في حرب حزيران، كما أردف قائلاً:” ‘إن عملية الكرامة كانت فريدة من نوعها ولم يتعود الشعب في (إسرائيل) مثل هذا النوع من العمليات، وبمعنى آخر كانت جميع العمليات التي قمنا بها تسفر عن نصر حاسم لقواتنا""؛ كما علق أحد كبار القادة العسكريين العالميين، رئيس أركان القوات المسلحة في الاتحاد السوفياتي في تلك الفترة المارشال (جر يشكو)، بقوله: ‘لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية؛ أما رئيس أركان الجيش الأردني حينها، الفريق مشهور الجازي رحمه الله/ فعقب قائلاً:" أقول بكل فخر، كل البنادق ضد (الاحتلال الاسرائيلي) فكانت النتيجة مشرفة؛؛...
لقد كان لمعركة الكرامة أثر كبير على رفع معنويات الشعب الفلسطيني، وكذلك الشعوب العربية خصوصاً بعد هزيمة حرب67،، وزادت من شعبية الفدائيين الفلسطينيين،، وحركة فتح خصوصًا؛ ونحن في هذه الذكري نرجو أن تعود اللحمة العربية من جديد بعد الانقسام والتمزق الدموي العربي والانقسام الفلسطيني البغيض، وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية في ظل التحديات الجسام والعظيمة التي تهدد الامة، وخاصة قضية فلسطين،، وفي النهاية طالما يوجد مقارعة للمحتلين سوف تتحرر فاسطين، ولن يستطيعوا أن يشطبوا حق شعب الجبارين شعب فلسطين الصامد من نيل حريته واستقلااه،،، فالمعركة بيننا وبينهم متواصلة ليوم القيامة، والنصر حليفنا، لأن الباطل مها علا، وكبر، وظلم وتكبر وتجبر فسوف يسقط وينكسر ولابد للحق الفلسطيني من أن ينتصر، ولابد لليل ان ينجلى، ولابد للقيد ان ينكسر،،، ويسألونك متي هو قل عسي أن يكون قريباً..
يومًا سياتي حتمًا سوف ننتصر فيه علي الاحتلال والذي مصيره حتمًا إلي مزابل التاريخ، وندوسهم تحت الأحذية، والنعال... إن فلسطين لن تنكسر،، ولسوف تنتصر،، طال الزمان ام قَصُرْ،، يرونه بعيدًا ونراه قريباً،، سوف نصلى في المسجد الأقصى المبارك مُحرراً من دنس اليهود بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز، الحرية لأقصانا ولأسرانا البواسل، والنصر لنا...
الأديبالأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل..
الكاتب، والباحث المفكر العربي، والإسلامي والمحلل السياسي
رئيس المركز القومي لعلماء فلسطين – غزة رئيس الاتحاد العام للمثقفين والادباء العرب بفلسطين وعضو نقابة اتحاد كتاب وأدباء مصر