الحياة برس - ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير منذ إندلاع الحرب في أوكرانيا قبل شهر من الآن، حيث شهد إرتفاعاً بأكثر من 50% العام الجاري 2022، مسجلاً أعلى مستوى منذ 2008، حيث بلغ خام برنت 139.13 دولارًا، وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 130.50 دولارًا.
أزمة كورونا وهجمات جماعة الحوثي اليمنية على منشآت أرامكو في السعودية كان لها تأثيراً على أسعار النفط ولكن الحرب كان لها وقعاً مختلفاً خاصة أنها جاءت في ظل محاولة العالم التعافي من أزمة كورونا وتبعاتها الاقتصادية المدمرة، وما لحق الحرب من عقوبات أمريكية على روسيا.
روسيا تحوز على ما نسبته 10% من الانتاج العالمي للنفط، وهناك مخاوف من تزايد مخاطر نقص الإمدادات في ظل العقوبات على روسيا.
وخلال الأسبوع الأخير، تحرك سعر التداولات الآجلة لخام برنت صعودًا وهبوطًا حول مستوى 120 دولارًا للبرميل، قبل أن يغلق الجمعة على 120.65 دولارًا، مع اقتراب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من إبرام اتفاقٍ لوقف الاعتماد على الإمدادات الروسية.
قبل بدء الحرب بساعات، كانت أسعار النفط مستقرة دون أعلى مستوياتها منذ 2014، وسجل خام برنت آنذاك 96.84 دولارًا للبرميل بنهاية يوم 23 فبراير، ومع بدء العمليات العسكرية تجاوز خام برنت 100 دولار للبرميل لأول مرة منذ 2014، وتجاوز بعدها بساعات الـ105 دولارات للبرميل قبل أن يهبط عند التسوية لـ99.08 دولارات للبرميل.
وظلت أسعار النفط تحوم حول ذلك المستوى صعودًا وهبوطًا، إلى أن أعلنت واشنطن أنها تدرس مع حلفائها الأوروبيين حظر استيراد النفط الروسي وتأخّر التوصّل لاتفاق مع إيران، فقفزت أسعار النفط لأعلى مستوياتها منذ 2008 وسجّل خام برنت 139.11 دولارًا، قبل أن يفقد بعض المكاسب ليسجّل عند التسوية 124.71 دولارًا.
في نهاية تعاملات الجمعة 25 مارس، ارتفعت أسعار النفط الخام أكثر من واحدٍ في المئة إلى أكثر من 120 دولارًا للبرميل بعد إقبال التجّار على عمليات شراء إثر هجوم صاروخي على منشأة لتوزيع النفط في السعودية، لكن احتمال سحب الولايات المتحدة من احتياطيات النفط هدأ مخاوفهم.
وارتفع خام برنت عند إغلاق الجمعة 1.62 دولارًا أو 1.4 في المئة إلى 120.65 دولارا للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.56 دولارًا أو 1.4 في المئة إلى 113.90 دولارًا. وحقق الخامان القياسيان أول ارتفاع أسبوعي لهما منذ ثلاثة أسابيع، وارتفع خام برنت أكثر من 11.5 في المئة وغرب تكساس الوسيط 8.8 في المئة.
وأعلنت السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، أنها لن تتحمل مسؤولية أي توقف لإمدادات النفط إذا ما استمرت هجمات الحوثيين عليها.
مع بداية الأزمة في أوكرانيا، قال بنك الاستثمار غولدمان ساكس، إن الخام القياسي العالمي سيرتفع متجاوزًا مستوى 115 دولارًا "مع مخاطر صعودية كبيرة".
وأضاف، في تقرير توقعاته الشهرية، أن تراجع الطلب هو الوحيد الذي يمكن أن يوقف هذه الارتفاعات، وهو ما لم يحدث، وتجاوز النفط هذا المستوى بنحو 5 دولارات.
والأسبوع الماضي، توقعت مجموعة "ترافيغورا" أن أسعار النفط الخام ستستمر في الارتفاع، ومِن المحتمل أن تبلغ 150 دولارًا في الصيف.
كما توقعت شركة "فيتول"، تاجر الطاقة العالمي، أن يتجاوز الطلب في 2022 مستويات ما قبل أزمة "كورونا".
ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، الاثنين الماضي، قوله إن أسعار النفط قد تبلغ 300 دولار للبرميل إذا حظر الغرب شراء الخام الروسي.
وبشأن توقعاته لأسعار النفط، يرى مدحت يوسف أن الأسعار خاضعة للتوتر، لكن أي تهدئة للأزمة الأوكرانية ستهبط بالأسعار كما حدث مع بَدء المفاوضات بين الجانبين حينما انخفض النفط إلى 98 دولارًا.
وحذّر مِن أن تؤدّي قفزة أسعار الطاقة لتسارع وتيرة التضخم، وهو ما يؤدّي إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي مجددًا، وبالتالي تحجيم مكاسب النفط نسبيًّا مع تراجع عمليات الإنتاج.


المصدر: الحياة برس 
calendar_month26/03/2022 09:09 am