
قد تمت صفقة رونالدو بشكل إعلامي واسع النطاق، مما ساهم في رفع مستوى الوعي بالدوري السعودي الذي كان غير معروف عالميًا. حضر السعوديون والأجانب بكثافة مباريات النصر، وأرسلت وسائل الإعلام الدولية مراسليها لتغطية مبارياته في دوري روشن السعودي.
ولكن، من الناحية الرياضية، لم تكن الصفقة الكبيرة التي تم تمويلها من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي ناجحة على أرض الملعب، على الأقل في نظر جمهور النصر. فقد خسر النادي الذي يعرف بلقب "العالمي" البطولات المحلية الثلاثة على التوالي.
فبعد أقل من شهر من وصوله، خسر النصر فرصة الفوز بكأس السوبر بعد خسارته أمام اتحاد جدة في الرياض.
وبالرغم من أن رونالدو قدم بعض الإسهامات الهامة في تحقيق النقاط لفريقه، إلا أن الأداء العام للنصر ورونالدو لم يلبِ توقعات الجماهير. وفي المباراة التي انتهت بالتعادل المخيب أمام الخليج قبل أسابيع، كان أداء رونالدو غير مقنع، ولم يتمكن من التسجيل، مما أثار إحباط المشجعين.
يعزو البعض هذا الأداء المتذبذب لرونالدو إلى تقدمه في العمر، حيث بلغ من العمر 38 عامًا، وأصبح من الصعب عليه أن يحمل الفريق بمفرده. يعتقد البعض أن رونالدو بحاجة إلى دعم فريقه بشكل أفضل وتشكيلة قوية من اللاعبين لتحقيق النجاح.
عمومًا، يُعتبر موسم رونالدو مع النصر في الدوري السعودي محبطًا، حيث لم يتمكن الفريق من الفوز بأي بطولة محلية وحل في المركز الثاني في الدوري خلف اتحاد جدة. وبالرغم من تسجيل رونالدو 14 هدفًا، إلا أنه لم يكن كافيًا لتحقيق البطولة التي كان الجميع يتوقعها.
بشكل عام، فإن وجود رونالدو في الدوري السعودي لكرة القدم قد أشعل الأضواء وزاد الاهتمام به، لكنه لم يحقق التأثير المطلوب داخل المستطيل الأخضر.
في مؤتمر تقديمه في يناير الماضي، وصف رونالدو نفسه بأنه لاعب "فريد"، ولكن بعض المتابعين يرون أن إدارة النصر أخطأت في رهانها على رونالدو بمفرده. وأشار الإعلامي العايد إلى أنه كان يجب أن يتم جلب لاعبين مساعدين لرونالدو للحصول على أداء أفضل منه، وأن الإدارة فوّتت فرصة تدعيم الفريق بشكل أفضل خلال فترة الانتقالات الشتوية.
في النصر، بخلاف رونالدو، لم يظهر أي لاعب بارز سوى البرازيلي تاليسكا. كما افتقد الفريق وجود جناحين هجوميين فعالين. ولم يتمكن رونالدو من قيادة النصر لاستعادة الألقاب التي غابت عن الفريق منذ ثلاث سنوات، خاصةً مع تحفيز جميع الفرق للتألق أمامه.
ووفقًا للمحلل الرياضي المصري أحمد عفيفي، فإن رونالدو لا يتحمل مسؤولية الموسم الباهت للنصر، حيث قدم التزامًا كبيرًا ولم يتعامل بفوقية مع زملائه أو الأحداث. وأشار عفيفي إلى أن النصر واجه سوء حظ في الإصابات، وأهمها إصابة حارسه الأساسي الكولومبي دافيد أوسبينا. وأضاف أن منافس النصر الرئيسي اتحاد جدة قدم موسمًا استثنائيًا وتوج بلقبي الدوري والسوبر.
في إجراء مفاجئ، أقالت إدارة النصر المدرب الفرنسي رودي غارسيا قبل سبع جولات من نهاية الدوري، وقد اختلف المعلقون حول جدوى هذا القرار.
تهدف المملكة الخليجية الغنية والتي تشهد انفتاحًا اجتماعيًا واقتصاديًا إلى بناء دوري قوي يجذب انتباه العالم، وتعتبر تعاقدها مع رونالدو بداية لهذا المشروع الطموح.
ووفقًا لتقارير سابقة، تسعى السعودية لتقديم ملف مشترك مع اليونان ومصر لاستضافة كأس العالم عام 2030، ولكن لم يتم تقديم الترشح بشكل رسمي حتى الآن.
رونالدو نفسه يساهم في الترويج للمشروع الرياضي السعودي. وفي الأسبوع الماضي، صرح بأنه يعتقد أن الدوري السعودي سيصبح واحدًا من أفضل خمس دوريات في العالم، لكنه يحتاج إلى الوقت واللاعبين والبنية التحتية.
وأشار المحلل الرياضي إلى أنه إذا لم يحقق رونالدو نجاحًا رياضيًا في موسمه الأول، فإن الصفقة نجحت من الناحية التسويقية بشكل جيد.
تسجل مواقع النصر في وسائل التواصل الاجتماعي نجاحًا تسويقيًا، حيث زاد عدد متابعي حسابه على تويتر من 800 ألف إلى أكثر من أربعة ملايين، وعلى إنستغرام من مليونين إلى أكثر من 14 مليون متابع.
وفي عموده في "صحيفة الرياضية"، تفاخر الكاتب السعودي مساعد العبدلي بأن كرة القدم السعودية أصبحت محطة للحديث في معظم وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية، وأضاف أن تعاقد رونالدو ساهم في هذا التألق الإعلامي.
وأصبحت مدرجات الملاعب السعودية تشهد حضورًا لافتًا للنساء اللواتي يحضرن المباريات لالتقاط صور ذاتية مع رونالدو في الخلفية، وذلك بعد سنوات قليلة من السماح للنساء بالحضور إلى الملاعب. وتوافدت العائلات مع أطفالها لمشاهدة "صاروخ ماديرا" على أرض الملعب.
ومع ذلك، يرغب الجمهور في الفوز بالبطولات من الناحية الرياضية. وقال أحد المشجعين السعوديين إن رونالدو وحده لا يكفي، وتساءل عما إذا كان يستحق المبلغ الهائل الذي دفعته السعودية، مشيرًا إلى أن الصفقة هي صفقة دعائية وأن الجماهير في النهاية تهتم بالبطولات.