.png)
فقد أوقف التوسع العسكري الإسرائيلي في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع العمليات العسكرية، وعرضها للخطر بحسب ما أكد مسؤولون ومصادر مصرية، داعين إسرائيل إلى إعادة المعبر إلى الفلسطينيين قبل بدء تشغيله مجددا.
وفي السياق، أكد السائق محمود حسين أن "البضائع محملة على شاحنته منذ شهر وبدأت تفسد تدريجيا تحت أشعة الشمس، فتم التخلص من بعض المواد الغذائية وبيع بعضها بسعر زهيد"، وفق ما نقلت وكالة رويترز اليوم السبت.
كما أضاف وهو يجلس محتميا بظل الشاحنة "تفاح وموز وفراخ وجبنة، أن بعض المساعدات فسدت، والبعض الآخر بيع بربع ثمنه، مضيفا "وفي حاجات رجعت سوق العبور بتتباع بربع ثمنها لأن خلاص الصلاحية على الانتهاء، وفي اللي باظ بيترمي". وأردف قائلا "يعني البصل إللي إحنا محملينه ده آخره، آسف في الكلمة، إن البهايم تاكله من الدود إللي عليه".
من جهته، أوضح خالد زايد، رئيس جمعية الهلال الأحمر المصري في سيناء أن حجم المساعدات التي تنتظر العبور في شمال سيناء بمصر أصبح الآن كبيرا جدا، وبعضها ينتظر منذ أكثر من شهرين.
وأضاف قائلا "بعض المساعدات والشاحنات منتظرة دخول معبر رفح البري منذ أكثر من شهرين وسبب إغلاقه من الجانب الإسرائيلي"
كما أشار إلى أن بعض الشاحنات يتم توجيهها إلى مخازن مؤمنة لإعادة تفريغها. وقال: "فيه بعض المساعدات تحتاج درجة حرارة معينة... بتدخل في درجة تبريد معينة وبننسق مع ناس متخصصين مدربين على أعلى مستوى في حفظ المواد الغذائية والطبية بانتظار أن تثمر الجهود إللي بتعملها مصر لإعادة فتح المعبر من الجانب الإسرائيلي بالتنسيق مع كافة الجهات وبنأمل في فتح المعبر في أسرع وقت".
بدوره، قال عبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وهو مؤسسة خيرية تمولها السعودية، إن للمركز أكثر من 350 شاحنة محملة بمواد من بينها الغذاء والإمدادات الطبية تنتظر المرور عبر رفح، لكنها اضطرت إلى تفريغ الطحين (الدقيق) مخافة تعفنه.
كما أضاف برويترز أنهم يشحنون المساعدات ويرسلونها ويتعين عليهم المتابعة، واصفا هذا بأنه عبء كبير.
إلى ذلك، أكد مسؤولون محليون من وزارة التموين المصرية أن بعض المواد الغذائية تباع بأسعار منخفضة في السوق المحلية بشمال سيناء ما أدى إلى مصادرة كميات من البيض الفاسد.
أما داخل غزة، فثارت مخاوف أيضا من جودة الأغذية التي سُلمت بعد فترات انتظار ومرت قبل إغلاق معبر رفح أو عبر المعابر الأخرى.
وقال إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس في غزة، إن المسؤولين الطبيين ومسؤولي الشرطة الفلسطينية الذين اعتادوا فحص البضائع القادمة إلى غزة لم يتمكنوا من القيام بذلك أثناء الهجوم الإسرائيلي.
كما أضاف "هناك مشكلة كبيرة أن العديد من البضائع التي تدخل إلى قطاع غزة غير صالحة للاستخدام الآدمي وهي غير صحية... لذلك قامت وزارة الصحة بإصدار هذا التحذير بهدف توعية المواطنين إلى ضرورة فحص البضائع أو المواد قبل أكلها و(توزيعها على) أفراد العائلة".
وبدأ تسليم المساعدات لغزة عبر معبر رفح في أواخر أكتوبر بعد أسبوعين من بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
إلا أن تدفق المساعدات يتباطأ في أحيان كثيرة بسبب عمليات التفتيش الإسرائيلية والنشاط العسكري داخل غزة.
فيما أكدت الأمم المتحد مرارا أن الكميات التي تصل إلى سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أقل بكثير من احتياجاتهم.
كما حذر برنامج الأغذية العالمي من مجاعة وشيكة في مناطق من غزة.
يذكر أنه منذ السابع من مايو، لم تمر أي شاحنات من معبر رفح، ولم يعبر سوى عدد قليل جدا من الشاحنات من معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي القريب، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
إذ لم يدخل منذ ذلك الوقت سوى ما يزيد بقليل على 900 شاحنة محملة بالمساعدات إلى قطاع غزة مقارنة مع 500 شاحنة يوميا على الأقل تقول الأمم المتحدة إنها مطلوبة.
إلا أن الرئاسة المصرية أعلنت بوقت متأخر مساء أمس الجمعة أن القاهرة وواشنطن بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية اتفقتا على إرسال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم لحين إجراء ترتيبات قانونية تعيد فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
ما قد يخفف من تكدس المساعدات على الطريق في المسافة بين الجانب المصري من المعبر ومدينة العريش الواقعة على بعد نحو 45 كيلومترا غربي رفح والتي تعتبر نقطة وصول للمساعدات الدولية.