الحياة برس - أشار رئيس مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكريّة في جيش الاحتلال، الجنرال في احتياط عاموس يدلين، أشار إلى أنّ ما يسمى بالردع الإسرائيلي تآكل في أعقاب إزالة البوابات الإلكترونيّة عند مداخل المسجد الأقصى المُبارك.



وفي تغريدة له على صفحته على “تويتر” كتب يدلين، أنّه يجب إدارة التوتر حول أزمة الحرم القدسي بحكمة ووفقاً لأربعة أهداف: الأمن، إدارة صورة القوة العسكرية، منع التصعيد وتعزيز التحالف مع الأردن ومصر، على حدّ تعبيره. وتابع الجنرال في الاحتياط قائلاً إنّ الصفقة مع الأردن حقّقت الهدفين الأخيرين. لكن يجب الالتفات إلى المتطرفين الذين يرغبون بتحقيق إنجازات أخرى، على حدّ تعبيره.


علاوةً على ذلك، رأى أنّ الوطن العربيّ ينقسم إلى معسكرين اثنين: “المعسكر البراغماتي” الذي يضم مصر والأردن ودول الخليج، و”المعسكر المتطرف” الذي يضم قطر وتركيا وحماس والحركة الإسلامية في إسرائيل، وهي الحركة التي تمّ حظرها بقرارٍ من وزير الأمن الإسرائيليّ السابق، موشيه يعلون، بادعاء أنّها تُشكّل خطرًا على الأمن القوميّ للدولة العبريّة.


وساق الجنرال يدلين قائلاً إنّ المعسكر الثاني، أيْ المتطرّف وفق أقواله، لن يكتفي بإزالة البوابات الإلكترونية ولن يسمح بتهدئة الوضع، وسيواصل تحريض الشارع الفلسطينيّ على حدّ تعبيره. وخلُص إلى القول إنّه يتحتّم على الجانب الإسرائيليّ التمسك بمسألة الأمن ومحاربة الإرهاب وترميم صورة القوة والردع الإسرائيلية التي تآكلت، على حدّ قوله.


وكان يدلين، رأى أنّ صفقة السلاح الضخمة التي تمّ التوقيع عليها بين الولايات المتحدة الأمريكيّة والمملكة العربيّة السعودية لا تشكل خطرًا على الدولة العبريّة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الحديث يدور حول منظومة THAAD لاعتراض الصواريخ الباليستية.


 وقد تطرّق الجنرال يدلين في حديثٍ خاصٍّ مع صحيفة “هآرتس″ العبريّة إلى صفقة السلاح بين الولايات المتحدة والسعودية وتأثيرها على الدولة العبريّة، لافتًا إلى أنّ هذه أسلحة لا ينبغي أنْ تثير قلق إسرائيل، إذْ أنّ الجيش الإسرائيليّ لديه الخبرة الكافية للتعامل مع منظومة الـ THAAD ومروحيات بلاك هوك والدبابات، على حدّ قوله.


 وبحسب الجنرال يدلين، فإنّ الصفقة السابقة التي وقّعت بين الإدارة الأمريكيّة والسعودية في العام 2010، حصلت فيها الأخيرة على طائرات أف-15 متطورة من نوع S، وتضمنت ذخيرة دقيقة، كانت لها مدلولات أكبر من الناحية الأمنية، وتابع قائلاً إنّ إسرائيل في ذلك الوقت حاولت معارضة الصفقة، لكن الإدارة الأمريكيّة اعتبرتها مخصصة لتقوية سلاح الجو السعوديّ ضدّ سلاح الجو الإيرانيّ، بحسب تعبيره.


 ورأت “هآرتس″ أنّه خلال محادثات مع مسؤولين عسكريين في الدولة العبريّة، لم يسجلوا انطباعًا بأنّ صفقة الأسلحة الحالية مع السعوديّة ستؤدي إلى استعدادٍ خاصّةً في هذه المرحلة، مشيرةً إلى أنّ المؤسسة الأمنيّة تعتبر أنّ السعودية لا تشكل تهديدًا مباشرًا، مقارنةً بمصر التي حصلت على أسلحةٍ غربيّةٍ متطورةٍ في السنوات الأخيرة، على الرغم من توقيعها اتفاقية سلام مع الدولة العبريّة، وشدّدّت الصحيفة أيضًا، نقلاً عن مصادر أمنيّة رفيعة في تل أبيب، على أنّه من المحتمل أنْ تكون إسرائيل تنتظر توضيحات وتفاصيل رسمية عن الصفقة.


واختتم الجنرال يدلين قائلاً إنّ السعودية ليست في الواقع دولة عدو فاعلة اليوم، لكن من جهة ثانية، علينا أنْ نتذكر أنّ في السعودية توجد مشكلة استقرار، على حدّ تعبيره.

calendar_month29/07/2017 04:37 pm