الحياة برس - نفى الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله كل الإشاعات التي كانت تتحدث عن سوء حالته الصحية خلف سبب اختفائه الإعلامي منذ فترة طويلة، مؤكداً انه سيظهر ثلاث مرات خلال الشهر المقبل في ثلاث مناسبات مختلفة.
وأكد نصر الله في لقاء بثته قناة الميادين السبت، أنه لم يتعرض لأي مشكلة صحياً وأن ما كان يحدث هو استدراج من بعض الجهات للتكلم وهو غير ملزم بالرد على تلك الشائعات التي يريد آخرون تحديد توقيته.
وفيما يخص ملف الأنفاق التي دمرتها دولة الإحتلال شمال فلسطين المحتلة، قال نصر الله أن الحزب ارتأ أن لا يرد على الإسرائيليين حتى انتهاء عملية درع الشمال، وأعلن الإسرائيليون انتهائها لكن فعلياً ما زالت الحفارات تعمل حتى الآن.
وكشف نصر الله أن هناك أنفاء للحزب في الجنوب اللبناني وأن الحزب " ليس ملزم بالإعلان عمن حفرها أو متى لأننا نعتمد الغموض البناء ".
وأشار إلى أن المفاجئ للحزب أن الإحتلال الإسرائيلي تأخر في اكتشاف الأنفاق لأن بعض هذه الأنفاق قديمة جداً تم حفرها قبل 13 عاماً، وهو ما يؤكد فشل الاستخبارات الإسرائيلية.
"مسألة استمرار وجود أنفاق يجب أن تبقى غامضة"، شدد أمين عام حزب الله الذي توجه بكلامه صوب المستوطنين قائلاً إن عليهم التأكد "مما إذا كان مسؤولوهم يقولون الحقيقة بشأن الأنفاق".
واعتبر نصر الله أن "إعلان نتنياهو وطاقمه بأن الأنفاق كانت تمهد لعملية الجليل خدمنا وأكد أننا صادقون"، وأضاف أن "نتنياهو خدمنا عبر إدخال الرعب والخوف والهلع إلى قلوب كل المستوطنين في الشمال".
ورغم أن الأنفاق لم تكن تستحق هذه الدعاية وفق نصر الله، أشار إلى أن عملية درع الشمال "خدمتنا في الحرب النفسية".
بالإضافة، أوضح نصر الله أن اجراءات الاحتلال على الحدود تعكس "الخشية الإسرائيلية من عملية الجليل المحتملة.. فالمناورات الإسرائيلية الضخمة حصلت تحسباً للعملية".
وسأل نصر الله "هل حزب الله سيعتمد على 4 أنفاق لإدخال الآلاف من مقاتليه من أجل عملية الجليل"، موضحاً أن أي عملية باتجاه الجليل "تحتاج إلى كل الحدود ونحن نقررها في حال حصول حرب علينا".
وأضاف "عملية الجليل لن تتوقف على الأنفاق وكيف لنتنياهو أن يعلم أنه دمرها كلها".
وربط نصر الله عملية الدخول إلى الجليل بحصول عدوان على لبنان وقال إنهم (الإسرائيليون) "لن يعلموا من أين سندخل إلى الجليل وهي لن تحصل إلا في حال العدوان على لبنان.. فجزء من خطتنا هو الدخول إلى الجليل، ونحن قادرون على ذلك ونقرر وفق مجريات الحرب".
"نحن منذ سنوات نملك القدرة على تنفيذ العملية وأصبح الأمر أسهل بعد تجربتنا في سوريا"، أكد السيد، وجزم بأنه للدفاع عن لبنان "فمن حقنا اتخاذ كل الإجراءات الدفاعية بعيداً عما يعتقده الآخرون".
وأكد نصر الله أن "عملية الأنفاق لا تلغي عملية الجليل المحضر لها ولو بنسبة 10% وهي لم تستحق هذه الدعاية".
وهدد نصر الله اسرائيل بأنها ستدفع ثمن باهض جداً في حال اعتدت على لبنان، مؤكداً أنها ستندم لأن الثمن سيكون أكبر بكثير مما تتوقعه، مضيفاً:" خياراتنا مفتوحة لفعل كل ما يلزم بعقل وحكمة وشجاعة ".
وأكد نصر الله أن "أي اعتداء إسرائيلي؛ حرباً أو اغتيالاً، لعناصر حزب الله في لبنان وحتى سوريا سنرد عليه"، محدداً "أي عملية ضرب أهداف محددة هي محاولة لتغيير قواعد الاشتباك سنتعامل معها على هذا الأساس".
كذلك أوضح نصر الله أن "أي عملية واسعة يشنها العدو سنتعامل معها على أنها حرب"، محذراً الإسرائيليين من أن "نتنياهو قد يرتكب الأخطاء نتيجة طموحاته"، وتابع "المقاومة وكل محور المقاومة جاهزون للرد في حال حصول أي عدوان"، ولكنه استبعد في الوقت ذاته أن "يشن العدو حرباً على لبنان"، ولم ينفي أنه من الممكن أن يخطئ في سوريا وغزة.
وفي السياق، لفت نصر الله إلى أن "المقاومة لم تتدخل في مسألة ترسيم الحدود وهي من شأن الدولة.. فنحن نقف خلف الدولة والجيش في موضوع الجدار وعلينا انتظار تصرفها ليبنى على الشيء مقتضاه".
ورأى نصر الله أن "هناك شبه انسجام لبنانياً في عدم حصول أي نزاع بشأن عملية الأنفاق.. فقد حصل فشل استخباري إسرائيلي في زعزعة الموقف اللبناني الرسمي ككل عبر عملية الأنفاق". 
"الموقف الرسمي اللبناني في مجلس الأمن وموقف الكويت هما فشل استخباري إسرائيلي أيضاً"، أضاف الأمين العام لحزب الله وأكد "نحن نقف خلف الجيش اللبناني ولا نريد جر الدولة إلى أي حرب".
نصر الله حثّ الدولة اللبنانية على "مراجعة ما يفعله الإسرائيلي على الحدود من اجراءات"، مشيراً إلى أنه "نحن وبلا شروط وفي أي زمان ومكان مستعدون لتلبية الدعوة إلى وضع استراتيجية دفاعية". 
نصر الله أكد أن نتنياهو في عملية درع الشمال "سجل انجازاً كبيراً في الأوهام وهي أقل من عملية"، لكنه لفت إلى أنه "علينا توقع تصرف غير حكيم من قبل نتنياهو عشية الانتخابات". 
إلى ذلك، أكد نصر الله أن "مخاوف إسرائيل في سوريا كبيرة جداً لأن هناك فشلاً استخبارياً إسرائيلياً ذريعاً هناك".
وإلى غزة انتقل نصر الله مؤكداً أن "الجهوزية النفسية في غزة وخصوصاً بعد انتصارها الأخير تؤكد أن أهلها لن يتسامحوا.. والقطاع مستعد للرد عسكرياً على أي عدوان".
وأكد نصر الله أن "المقاومة كانت تمتلك في عدوان تموز 2006 صواريخ كانت قادرة على ضرب تل أبيب"، مشيراً في هذا السياق امتلاك الحزب لصواريخ دقيقة "وبالعدد الكافي للمواجهة في أي حرب مقبلة وضرب أي هدف نريده".
وأوضح أن "بعض جنرالات الاحتلال يقرون بأن الحروب المقبلة لن تكون كالحروب السابقة"، مشيراً إلى أنه "في أي حرب مقبلة علينا ستكون كل فلسطين المحتلة ميدان قتال وحرب". 
وتوجه نصر الله للإسرائيليين بالقول إن عليهم أن ينصحوا نتنياهو "بتسهيل حصول حزب الله على صواريخ دقيقة من أجل مصلحتهم"، وأكد "تم إنجاز حصولنا على الصواريخ الدقيقة ومحاولة نتنياهو منعها عبر قصف سوريا غير مجدية"، وتابع "لم نعد بحاجة لنقل أي صواريخ دقيقة لأننا نمتلك العدد الكافي من أجل أي مواجهة مقبلة".



calendar_month26/01/2019 10:18 pm