أثناء الحرب الباردة أجتمع المجلس الوطني اليهودي في تل ابيب في جلسة مغلقة بتاريخ 14 ماي 1948 في الساعة 16.30 ترأس الجلسة جوزيون الذي اعلن في نهاية الجلسة عن مولد الدولة اليهودية لتحدد بريطانيا منتصف ليل 14/13 ماي 1948 إنهاء انتدابها على فلسطين وبعدها بدقيقة أعلنت أمريكا اعترافها بإسرائيل  
وفي الايام والأسابيع المتتالية توالت اعترافات الدول الغربية والشرقية وشطب ترامب كل القوانين حين اعترف يوم 21 /03/ 2019 في تغريدة بسيادة اسرائيل على هضبة جولان بدقيقة واحدة من دخول وزير الخارجية مايك بومبيو منزل رئيس الوزراء الاسرائيلي بينامين نتنياهو .
موقف روسيا انذاك اتسم بالحياد رغم اعترافها بإسرائيل واستمرت كمتفرج إلى ان وقع العدوان الثلاثي ضد مصر سنة 1956 فتغير موقفها تجاه الصراع العربي الإسرائيلي ولازال الاتحاد الروسي مناصرا للدول العربية ورفض الاحتلال الاسرائيلي لمرتفعات جولان يوم 19 جوان 1967 حتى لم يبقى يفصلهم عن دمشق سوى 70 كيلومتر وفي نفس اليوم تم عقد مؤتمر في موسكو أسفر عن عدة إجراءات منها وقف النار.
الهدف الرئيسي للولايات المتحدة من اعترافها بأحقية السيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة هو تسلل قواتها إلى الحدود الإيرانية والأردنية من هذا الباب و إحداث تغيير في خريطة الخليج في ظل التسارع في تطبيق صفقة القرن التي نجهل بنودها وأهدافها واليات تنفيذها و تسعى أمريكا جاهدة لشد الخناق على الاتحاد الروسي مستعملة اسرائيل كأداة ردع.
إن كل من امريكا وإسرائيل يمارسان القرار بعيدا عن القوانين القائمة على التسوية الدولية فانحياز امريكا باعترافها بسيادة إسرائيل على هضبة جولان السورية هو إطالة استمرارها في ممارسة ضغوطاتها في الشرق الاوسط لفرض الهيمنة الرأسمالية والصهيونية على المنطقة العربية وإلى تصفية القضية الفلسطينية وبالموازاة سحب بعض الدول المتحالفة إلى مخطط كامب ديفيد ليتسنى لها تنفيذ مخطط مؤامرة الحكم الذاتي في الاراضي المحتلة والتوسع نحو الاردن اتي تطل عليها إسرائيل الشرقية وابضا الجزء الاكبر من لبنان وجنوب سوريا أما مخططاتها المستقبلية فهي محاصرة روسيا وإحداث تغير في خريطة الخليج وبسط نفوذها من الاراضي الممتدة من النيل إلى الفراث ومن الحدود التركية شمالا إلى المدينة المنورة ولبس هديتها لإرضاء اليهود كما صرح ترامب، او دعم لبنيامين نتنياهو الذي تلاحقه ملفات الفساد .
إن الخبار العسكري لسوريا وفلسطين هو الحل الأفضل للوضع الراهن لتغيير الموازين وتحقيق النصر و بعد إطلاق أخر صاروخ من قطاع غزة على وسط أسرائيل سعت وزارة الامن الداخلي الاسرائيلي لتعزيز قوتها بمخطط نشر القناصين و استنجدت بلواءين عسكريين متقاعدين ووضعت لائحة بأسماء الجنود الاحنياطين في حالة ناهب تحسبا للذكرى السنوية لانطلاق مسيرات العودة لارض غزة في 30 من هذا الشهر وكذلك الذكرى 43 ليوم الارض كم شهدت المنطقة عمليات مداهمات وإعتفالات واستلاء على الممتلكات في مدن الضفة الغربية وهذا تنفيذا لأوامر المخابرات الاسرائلية مع تصاعد التهديدات على لسان نائب حزب الليكود أفي ديختر وأيضا وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريفين التي نوهت بضرورة العودة لسياسة اغتيال القادة الفلسطينيين.
أما فيما يخص اقتراح مصر بنزع الفصائل للأسلحة الثقيلة والخفيفة فهذا لا يخدم المصلحة العامة للشعب الفلسطيني إنه يأخذ باليد اليمنى ما تعطيه اليد اليسرى بل ما يحققه نزع الاسلحة أكثر ما يحققه معبر رفح في الاتجاهين والذي سوف يشرف عليه كل من الوزارة الداخلية لإسرائيل وحركة حماس التي تسيطر بنسبة كبيرة غي غزة عن نظيرتها حركة فتح التي عزلت عن إدارة إلمعبر رغم انها النواة الاولى للمقاومة ومن اكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي اعلن عن قيامها الراحل ياسر عرفات في اول يناير 1968 وتحضى بتأييد عربي عن باقي الفصائل رغم ما حققته حركة حماس من انتصارات وهي تؤمن بأولوية الاستقلال التام عكس حماس التي تخطط للاستقلال الذاتي ، ومعبر رفح جزئية مهمة من شانها تفعيل العلاقات الثنائية بين فلسطين ومصر .
سيطرة حماس على غزة اجهض مطالب الفلسطينيين حين اعلن ترامب القدس عاصمة لإسرائيل واعترافه بسيادة اسرائيل في هضبة الجولان وقد فشلت حماس حتى في تامين الامن الغدائي وتحسين المعيشة مع جعل الشباب يتظاهرون بسبب تزايد البطالة وارتفاع الضرائب وتزايد صراعها مع حركة فتح رغم اقليتها في غزة ولقاء الوفد المصري ألاستخباري مع الفصائل كان لأجل المصالحة بين الفصائل وخلق توافق شامل بين الفلسطينيين .
لم تثمن زيارة الوفد المصري ألاستخباري لتل ابيب بنتائج إيجابية ولن تجدي نقعا لأنها مقيدة بإتفافية كامب ديفيد فهي لا تملك الاوراق السياسية التي تساند بها المفاوضات مادامت تحت وصاية أحد طرفي المنازعة والجلوس للتفاوض هو في حق ذاته إعترافا باسرائيل فالورقة الرابحة للفلسطينيين هو تحرك الرأي العام أو دعم سوريا عسكريا.
يبقى السلام مستبعد لان مخططات دونالد ترامب تحول دون ذلك وفضلا عن ذهنيات اليهود حسب ماجاء في اعتراف جوزيون بأنهم باقون في فلسطين وأنهم لن يتنازلوا عن أرضهم فالصراع مستمر بين الطرفي قاهر ومقهور مادام السبب عقائدي رغم وعود ترامب بتحقيق السلام بعد الانتخابات الاسرائيلية في فلسطين الذي أفرغ من محتواه بعدمإ أصبحت القدس عاصمة اسرائيل واستحواذها على هضبة الجولان.
تسعى إسرائيل مستقبلا للاستحواذ على أرض فلسطين بالكامل في غياب صوت العرب نشيطة والانقسامات من معارض ومحالف و تبقى تطلعات امريكا في خانة حمراء رغم مناشدة الجامعة العربية موسكو وانعقاد مؤتمر القمة في تونس يوم السبت 31مارس 2019 لمناقشة الوضع في ليبيا وسوريا والجزرالامارتية التي استحوذت عليها إيران وباقي القضايا وقد ادرجت القضية الفلسطينية بخصوص هضبة جولان رغم هذا يبقى الامل مستبعد في تحدي ترامب بتجازوه مربعات القانون لتسجيل عجزهم سابقا في تصدي قرارات اللوبي الصهيوتي الامريكي فيما يخص تحويل القدس عاصمة إسرائيل ـ وتبقى تدخلاتهم مجرد نقاشات لا تسند إلى أصول الاجندات الإقليمية أو العسكريةـ
 كل صفقات الامريكية لبيع الاسلحة مفروضة بشروط بالإضافة إلى نوعها فإنها لا تنافس الاسلحة الاسرائيلية من حيث التقنية والجودة وكل الاسلحة التي تباع إلى الشرق الاوسط لا يمكن إستخدامها ضد إسرائيل بل تستخدم ضد الخطر الخارجي بموجب موافقة الولايات المتحدة أما فيما يخص العلاقات الخارجية سواءا السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية لا تكون منافية مع مصالح الولايات المتحدة ومن المستبعد ايضا بيعهم أسلحة تهدد أمن وإستقرار إسرائيل فمحور المساعدات الامريكية للدول العربية هي فرض التيعية السياسية والاقتصادية وكلما طالت سنوات التبعية كلما أصبح التخلص منها أكثر صعوبة فامريكا تتبع سياسة المناورة لخدمة مصالحها الخاصة حيث تمد الدول الصديقة مساعدات إقتصادية وعسكرية للتأثير على دول غير صديقة وهذه السياسة تمارسها ضد الدول العربية .
تسعى روسيا لتحدي الرهانات والتحديات التي تواجهها بتعزيز ثالوث النووي وإيجاد حلفاء جدد في العالم والخليج ولكن مؤخرا ولأول مرة خرقت اتفاقية سوتشي في شنها هجوم على ادلب عقب تسريبات من امريكا عن صفقات أسلحة محذورة تمت بين كوريا الجنوبية وسوريا واستغل ترامب توتر العلافات ليعترف بسيادة اسرائيل في ضفة جولان في حين ذهبت روسيا بتعزيز علاقتها مع إيران بعمقها الاقتصادي والسياسي والاقليمي لياتي بعدها تصريج وزير الخارجية الامريكية مايكل بوميبو ان كل من إيران وحزب الله والحوثيين وحماس يشكلون خطرا في الشرق الاوسط ـ
ببقى الخيار العسكري الحل المتبقي لسوريا لاسترجاع منطقة الجولان بطلب المساعدة من روسيا وتركيا وكوريا الشمالية هذا ما يغير المعادلة ويقلب الموازين لان امريكا تتسارع في تحقيق صفقة القرن التي نجهل بنودها مستغلة تذبذب الظروف الامنية في الدول العربية .
أسفر لقاء قمة " إيباك " السنوي الداعم لفلسطين عن اعتراف أمريكا بسيادة إسرائيل وحضر القمة الجمهوريين والديمقراطيين واليهود الداعمين لإسرائيل بالإضافة إلى كل من ترامب ووزير الخارجية مايكل بومبيو ونائب الرئيس مايك بيس وشيوخ الكونغرس فضلا عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيايمين نتنياهو ومسؤولين إسرائليين اخرين وقد شهدت القمة تلميحات قاسية من طرف مايكل بومبيو واتهم الديمقراطيين بعدائهم "للسامية ' يعد تصريح النائبة إلهام عمر عن موقفها في معارضة ترامب بسبب التوجهات السياسية وتزايد العداء تجاه بنيامين نتانيهو من اليسار الامريكي لسياسته المتشددة تجاه الفلسطنين .
هذا القرار سيأخذ سوريا للحرب بعد تغيير موازين قوتها في غياب التسوية نتيجة ضعفها حاليا وفصف مبكر لمخطط السلام الذي افرغ من محتواه وتوريط اسرائيل في نزاعات مع فلسطين وفتح أجبهة جديدة معادية للوبي الصهبوني
جاء اعتراف ترامب قبيل الانتخابات الإسرائيلية و خرق روسيا لاتفاقية تسوشي فهل ما تحصده امريكا يفوق دعمها لإسرائيل من تنازلات لان ترامب لا تقدم الهدايا مجانا.
بقلم / حكيمة شكروبة ، الجزائر ،

calendar_month27/03/2019 01:05 am