
الحياة برس - تكتب صحيفة "هآرتس" أن مجلس الأمن الدولي ناقش، الليلة الماضية، الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان. وكرر أعضاء مجلس الأمن في بداية النقاش موقف المنظمة الدولية الذي يعتبر مرتفعات الجولان منطقة محتلة، وأعربوا عن الأمل في ألا يؤدي قرار الولايات المتحدة إلى تصعيد الوضع الأمني في المنطقة. وشجبت غالبية الدول الأعضاء القرار، باستثناء الولايات المتحدة وإسرائيل وألمانيا. وقد انتقدت الأخيرة طلب سوريا مناقشة انتهاك قرارات الأمم المتحدة في وقت انتهكت فيه القانون الدولي لسنوات وأساءت إلى مواطنيها.
وقال ممثلون أمريكيون في الاجتماع إن الإعلان لا يؤثر على اتفاقيات الفصل بين القوات في عام 1974، التي تنظم المنطقة العازلة أو أنشطة قوة الأمم المتحدة المؤقتة لمراقبة فض الاشتباك "أوندوف" التي تفصل بين إسرائيل وسوريا على الحدود.
وقال المندوب السوري إن "تصرفات الولايات المتحدة ستترك للسكان خيارًا واحدًا لإنهاء الاحتلال، هو استخدام القوة." ووصف الاعتراف بأنه "صفعة في وجه العالم"، وقال إن قرار الرئيس دونالد ترامب يتناقض مع التزامات الرؤساء السابقين. ووفقا له فقد تم اتخاذ القرار لكي يفوز ترامب بدعم اللوبي اليهودي الأمريكي. وقال: "أعطوا لإسرائيل كارولينا الشمالية، لماذا لا؟ هذه قطعة أرض رائعة. أعطوهم عدة ولايات لديكم إذا كانت هذه الإدارة تريد حقًا الدعم الإسرائيلي".
ورد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، على المندوب السوري، قائلا: "النظام السوري مسؤول عن احدى أكبر الأزمات الإنسانية في عصرنا، لقد قتلوا جماهير شعبهم، والسفير يتحدث عن مرتفعات الجولان. اخجل من نفسك. أين كنت عندما قتلت حكومتك الأطفال بالغاز؟ اخجل من دعوة الإيرانيين إلى بلدكم." ودعا دانون الدول الأخرى إلى الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، قائلا: "في عام 1967، أُجبرت إسرائيل على شن حرب دفاعا عن النفس. سوف تتأكد إسرائيل من أن هذه الأرض لن تستخدم مرة أخرى لمهاجمة شعبنا".
وقال دانون: "في يوم الغفران شنت سوريا هجوما على إسرائيل. وثبت أن مرتفعات الجولان ضرورية للدفاع في مواجهة الهجوم، والسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان ضرورية لمنع الهجمات المستقبلية ضدها والحفاظ على الاستقرار الإقليمي". ورداً على دانون، قال المندوب السوري: "يبدو أن السفير الإسرائيلي لا يعرف عن المفاوضات بين بلدينا على مر السنين، والتي تم فيها الاعتراف بحقنا في الجولان وكل شيء كان جاهزًا للسلام".
ووقع جدال بين مندوب ألمانيا ومندوب سوريا بعد أن انتقد الألماني طلب سوريا مناقشة انتهاك الولايات المتحدة للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، في الوقت الذي انتهك فيه النظام السوري بشكل صارخ القانون الدولي وحقوق الإنسان في الحرب الأهلية الدموية في البلاد. ورداً على ذلك، اتهم المندوب السوري نظيره الألماني بالنازية.
وأعرب المندوب الروسي عن قلق بلاده من أن هذه الخطوة ستزعزع استقرار المنطقة، وقال: "كانت قوات الأمم المتحدة دائما آلية فعالة لمنع التدهور وللوساطة. من غير المعقول تقويض هذه الآلية. على الرغم من التحذيرات، اعترفت الولايات المتحدة رسمياً بالسيادة الإسرائيلية، ونعتقد أن هذه الخطوة لا تنتهك معايير القانون الدولي فحسب، بل تنتهك أيضًا قرارات مجلس الأمن وتتناقض مع مبدأ مؤتمر مدريد الذي دعمته الولايات المتحدة، ومع المبادرة العربية أيضًا. نحن قلقون من أن القرار الأحادي الجانب سيعقد إمكانية التوصل إلى حل في الشرق الأوسط ويسبب تدهورًا إقليميًا".
وقالت مندوبة فرنسا في الاجتماع إن "الجولان كان ولا يزال أرضًا محتلة، ويحظر الاعتراف بوضع غير قانوني عن طريق قرار أحادي الجانب". وأضافت مندوبة بريطانيا أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكنها شددت على أن قرارات الأمم المتحدة بشأن المنطقة تهدف إلى حماية استقرارها، وأن الاعتراف الأمريكي ينتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وأن هذه الخطوة سيكون لها آثار واسعة. وقالت مندوبة بولندا إن بلادها تشعر بالقلق إزاء النشاط العسكري في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا، ولا سيما بسبب الوجود المتزايد للجيش السوري في المنطقة.