انهت الفصائل الفلسطينية في القاهرة اجتماعها المصيري حول المصالحة الوطنية وانهاء الانقسام والاخبار الواردة من هناك رائعة ومطمئنة فقد تم الاتفاق على اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعد اقصاه نهاية 2018 وتمكين الحكومة من العمل وفقا للقانون الاساسي الفلسطيني واعادة هيكلية وتطوير منظمة التحرير وبنود اخرى سيتم متابعة تنفيذها على الارض باشراف مصري .
سبق نجاح الاجتماع الوطني في القاهرة تهديد واشنطن باغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير وعدم التجديد مرة اخرى للبعثة وهذه الاسطوانة تكاد تبرز الى حيز الوجود كلما دق الكوز بالجرة وهي ليست اول مرة تلوح فيها واشنطن بهذا الكرت المحروق في محاولة بائسة لابتزاز الفلسطينيين والضغط عليهم لقبول املاءات صهيو امريكية جديدة على طريق تصفية القضية الفلسطينية وانهاء الصراع مع الاحتلال على المزاج الترامبي في المقابل اعلنت القيادة الفلسطينية اتها ستقطع علاقاتها مع الامريكان وستتعامل بالمثل وغيره من التصعيد في الموقف الفلسطيني الذي اثبت انه قادر على المواجهة حتى لامريكا .
كل هذه الاحداث تأتي في خضم تصاعد التوتر على المستوى الاقلمي بين العرب وايران ووكلائها في المنطقة العربية والمهم في هذا السياق ان الفلسطيني لاول مرة منذ الانتداب البريطاني وحتى اليوم يطلب منه موقف واضح حول ما يجري من احداث على الصعيد الاقليمي اما مع واما ضد فالتاريخ يقول ان كل المتنازعين الاقليميين لم يطلبوا في اي مرحلة اي موقف من الفلسطينيين لكن هذه المرة تختلف . بالنسبة لي حسبة على اي بلاطة سنقف يجب ان يكون محركها المصلحة الفلسطينية العليا واي موقف فلسطيني من الازمة الاقليمية يجب ان يصب في خانة مستقبل فلسطين بل وتستفيد منه فلسطين والقدس والا فلماذا نعطي المواقف بلا حساب .
على كل الاحوال يجب ان لا نخرج من جلدنا فنحن عرب قبل ان نكون فلسطينيين وعمقنا الاستراتيجي هو الامة العربية لكن هذا لا يكفي حتى نقف على بلاطة العرب لان المطلوب عربيا ان يتذكروا ان فلسطين هي قضيتهم الكبرى والتاريخية ويجب الضغط في كل الاتجاهات لانصافها واي احتدام للصراع الاقليمي سيجعل من فلسطين وقضيتها اخر نقطة في اجندة العرب والعالم وهذا غير مسموح فلسطينيا لذلك على العرب ان يقاتلوا من اجل اقامة دولة فلسطين وانهاء الصراع مع الاحتلال قبل اي حروب جانبية والا ففلسطين وقضيتها ستضيع بين الارجل وسيستغل الاسرائيلي ذلك للاجهاز على ما تبقى من احلامنا تحت شعار صفقة القرن التي لا نعرف لها شكل ولا لون.
اتمنى من الكل الوطني الفلسطيني ان يفكر اكثر في وحدة الجسد الفلسطيني وتصليب عود الوحدة الوطنية وتوحيد صفوف المقاومة وتطويرها على قاعدة العمل الوطني المشترك والقرار الجماعي لمواجهة كل التطورات ونحن موحدين وعلى قلب رجل واحد فقوة قضيتنا بوحدتنا اولا ثم بالتخطيط السليم .
Baraa Salhi

calendar_month23/11/2017 11:30 am