.png)
الحياة برس - قال المتحدث باسم حركة "طالبان" ذبيح الله مجاهد، أن السلطات الجديدة في أفغانستان ستمنع إنتاج المخدرات ولن تسمح لأحد بالتجارة بالهيروين أو تهريبها.
حركة "طالبان" خلال 20 عاماً من القتال ضد الولايات المتحدة والقوات الأفغانية، اعتمدت بشكل كبير بتمويلها على إنتاج الهيروين، وهذا ما أكدت وسائل إعلام أجنبية نقلاً عن قادة في الحركة في سنوات ماضية.
وفرضت طالبان ضرائب على الأفيون وقامت بتسويه، وتحتل أفغانستان 80% من حصة سوق الأفيون والهيروين في العالم.
جوناثان غودهاند خبير تجارة المخدرات الدولية في جامعة "إس أو إيه إس" في لندن، قال أن المخدرات مصدراً حيوياً لواردات الحركة، وستجد صعوبة في منعها، كما أنها ستواجه خلافات داخلها بسبب وجود تيار يرى بأن المخدرات وسيلة لإقناع الغرب أنها أكثر إعتدالاً وإنفتاحاً، حسب رأيه.
وطالب المتحدث باسم طالبان بمساعدة دولية لتصبح الدولة خالية من المخدرات، مشيراً لوجود صعوبة في التعامل مع المزارعين المنتجين للخشخاش الذي يتم معالجته واستخراج الهيروين والمورفين منه، كما يجب إقناعهم لإستبدال محاصيل الخشخاش بمحاصيل أخرى.
هذه الدعوة قد لا تجد آذان صاغية، لأن الولايات المتحد صرفت حوالي 8.6 مليار دولار بين عامي 2002 و 2017، في هذه الجهود التي بذلها حلف الشمال الأطلسي ومنظمات غير حكومية ووكالات الأمم المتحدة دون جدوى.
وكانت الاستراتيجية الأميركية تقضي بمساعدة المزارعين ماديا على تحويل زراعاتهم إلى القمح أو الزعفران والاستثمار في طرق النقل، لكن كذلك رش حقول الخشخاش بمبيدات الأعشاب أو قصف منشآت التكرير. في كل مرة كانوا يصطدموا بمقاتلي طالبان الذين سيطروا على مناطق زراعة الخشخاش الرئيسية وجنوا مئات الملايين من الدولارات من هذه الصناعة، وفقا لتقديرات الحكومتين الأميركية والأفغانية.
وكشفت تحقيقات أن المزارعين في المناطق التي تسيطر عليها طالبان يتعرضون غالبا لضغوط من أمراء الحرب والمقاتلين المحليين لزراعة الخشخاش. نتيجة لذلك تحتكر هذه الدولة فعليا إنتاج الأفيون والهيروين وتمثل بين ثمانين وتسعين بالمئة من الإنتاج العالمي، حسب الأمم المتحدة.
ويقول مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة إن مساحة الأرض المزروعة بالخشخاش وصلت إلى مستوى قياسي في 2017 وبلغت حوالي 250 ألف هكتار على مدى السنوات الأربع الماضية أي نحو أربعة أضعاف المساحة في منتصف تسعينات.
وسيكون لسياسة طالبان في مجال المخدرات تداعيات ليس فقط على الدول الغربية ومدمنيها بل وعلى روسيا وإيران وباكستان والصين التي تعد طرقا للتهريب وأسواقا ضخمة للهيروين الأفغاني.
الكاتبة الأمريكية غريتش بيترز قالت بأن الهيروين الممول الرئيسي لطالبان والقاعدة، والحظر يكون تكتيكياً، وحسب رأيها لا يمكن لهم التخلي عنه، مشيرة لإمكانية إستغلال شركات الطيران والمصارف التي سيطرت عليها الحركة في البلاد لصالح تهريب المخدرات وغسل الأموال.
جهات حكومية ألمانية توقعت أن تزيد الحركة من زراعة الخشخاش وزيادة المعروض من المخدرات في أوروبا، وقالت مفوضة الحكومة الألمانية لمكافحة المخدرات دانيلا لودفيغ أن معامل مخدرات في أفغانستان مخصصة لإنتاج "الكرستال ميث" أو ما يعرف بـ " الميثامفيتامين " (منشط من مجموعة الأمفيتامين والفينيثيلامين من مجموعة العقاقير ذات التأثير العقلي. في الجرعات الخفيفة، يمكن للميثامفيتامين زيادة اليقظة، التركيز، والطاقة بالنسبة للأشخاص المراهقين. في الجرعات الأعلى، يمكنه إحداث هوس مصاحب بالنشوة، مشاعر الثقة بالنفس، وزيادة الرغبة الجنسية) نقلاً عن ويكيبيديا,
المصدر: وكالات + الحياة برس