
الحياة برس - عبير ودنيا ، هما أم وابنتها لم تتحملان حياة العذاب التي تسبب به لهن الزوج الذي لم تعرف الرحمة طريقاً لقلبه، فهربا من جحيم الحياة معه للقفز من الطابق الخامس لتسقط الأم قتيلة ولكن الطفلة ما زالت تعاني وتصارع الحياة في المستشفى.
"اضربني بالمطوى مرة وحدة بلاش تعذبني "، هذه أخر كلمات الأم عبير التي قالتها لزوجها قبل أن تهرب منه من خلال القاء نفسها من الشباك.
وفي تفاصيل القضية يقول شهود عيان أن الزوجة عبير ارتبطت بالجاني قبل 14 عاماً، ولم يرزقوا سوى بالطفلة دنيا، وبعد زواجهما أدمن الزوج المخدرات فأصبحت حياتها جحيم، ومع ذلك بعد عامين فقط من الزواج اعتقل زوجها وحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات، ولم تتخلى عنه واستمرت برعاية طفلتها وزيارته في السجن وتقديم كل ما يحتاجه.
بعد خروجه من السجن عادت الخلافات من جديد وبدأ بضربها والاعتداء عليها دائما، فهرب لمنزل والدها فما كان من زوجها إلا خطف ابن شقيقها وتهديدها فاجبرت على العودة له مقابل اطلاق سراح ابن شقيقها.
بعد أصيب زوجها بحادث وأصيب خلاله بشلل نصفي واستمر ملقى على الفرش ثلاثة سنوات واستطاع النجاة وشفي من المرض وعاد للحركة من جديد، وبدأ العمل بكشك صغير.
كغيرها من الطالبات، طالبت دنيا بشراء الزي المدرسي، إلا أن ضيق ذات اليد تسبب في نشوب مشاجرة بين الوالدين.. وتقول إحدى سكان العقار التي فضلت عدم ذكر اسمها، أنه قبل أسبوع من الواقعة طلبت المجني عليها من المتهم مبلغًا ماليًا لشراء الزي المدرسي لطفلتهما، فطالبها باقتراض مبلغ مالي من شقيقتها "شوفي٢٠٠٠ جنيه مع أختك" إلا أن الزوجة وعلى غير العادة رفضت، بحسب جارتها "قالتلي مبيردش الفلوس وبقيت مديونة للناس كلها".
عصر السبت ، كررت المجني عليها طلب الأموال لشراء الزي المدرسي لطفلتهما، ما آثار حفيظة المتهم، ونشبت مشادة بينه وزوجته وطفلتهما، فانهال عليهما ضربا وحاول الجيران أن ينقذوهما ولكن لم يستطيعوا.
بمرور الوقت هدأت الأوضاع، ودلف المتهم للجلوس في "الكشك " الذي يمتلكه أمام العقار، بينما الزوجة تستنجد بجيرانها للاتصال بوالدها للحضور "والنبي يا أم يوسف اتصلي بأبويا عرفيه إن عبده هيموتنا"، توضح إحدى سكان العقار أنهما لم يتمكنا من التواصل مع والدها، وبعد دقائق صعد المتهم لمسكنه وبدأ في تعذيبها مرة أخرى، حتى قفزت الطفلة من الطابق الخامس.
هنا قالت الأم " الحقوني بنتي رمت نفسها في الشارع "، ونزلت لترى ما حدث بطفلتها إلا أنه لحق بها الزوج وطالبها بالصعود للمنزل وعاد يضربها من جديد، فتدخل أحد الجيران وأثناء امسكاه بالمتهم فرت الزوجة وقفرت من شرفة المنزل ولقيت مصرعها فوراً.
تم اعتقال الزوج المجرم وسيخضع لمحاكمة بتهمة تعذيب الزوجة والابنة ودفعهما للانتحار.


