ازمة قطاع غزة الاقتصادية .. رواتب ناقصة واخرى مقطوعة وبطالة بالآلاف
الحياة برس - ما زالت أزمات قطاع غزة تتزايد يومآ بعد يوم وأهمها أزمة رواتب الموظفين حيث يتم صرف نسبة 60% من رواتب جزء من الموظفين وإنقطاع شبه مستمر لعدد آخر من الموظفين الذين عملوا في ظل حكومة غزة التي كانت تقودها حركة حماس ويقدر عددهم بما يزيد عن 40 الف موظف.
وبشكل عام فإن الموظف دائما يشتكي بعدم وجود تكافأ بين غلاء المعيشة وراتبه " الذي كان يتقاضاه كاملا قبل الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية " ، فكيف سيدبر اموره كما يتسائل معظم الموظفين بعد الخصم .
وبحسب عدد كبير من الموظفين الذين التقى بهم مراسلوا الحياة برس في مناطق مختلفة من قطاع غزة ، ان كثيرا من الأهداف التي كان يعمل الموظف لتحقيقها تم تأجيلها في ظل استمرار الخصم على الرواتب ، وايضا في ظل الحالة الاقتصادية المزرية التي يمر بها قطاع غزة.
ولسان حال المواطن الغزي يقول :" ان الراتب ليس للحياة الكريمة والترفيه بل اصبح حملا ثقيلا يجثم على الصدور بسبب قلة الحيلة وعدم كفايته لتحقيق جميع مصالح الموظف وعائلته".
ومن هنا بدأنا في حديثنا مع الموظف محمد أبو شاويش الذي عبر عن قهره لنقصان الراتب حيث يعيل عشرة أبناء براتبه المخصوم ويتحدث عن حالة مأساوية يمر بها وأبنائه الذين يدرسون في الجامعة :" الديون فوق رأسي ولم نعد نشتري ما نريد كما في السابق فاليوم نقلص مشترياتنا حتى في اللوازم الاساسية للحياة".
وأدان أبو شاويش منع الحكومة لهم بإيجاد مصادر بديلة تغطي عجز نقص راتبه ، رغم ان قطاع غزة يعاني من وجود هذه البدائل في ظل الحصار المستمر.
ومن امام محل لبيع المواد الغذائية يقف البائع أبو محمد ليعبر لنا عن تأثير نقص الرواتب على الوضع الإقتصادي في الأسواق والمبيعات التجارية ،مبينآ ان نسبة 60% من الراتب لا تدفع الموظف لإنفاقها في الأسواق .
مضيفآ إلى ان عرقلة الرواتب تؤثر على مجرى الحياه بالكامل حيث أن كل الامور تكمل بعضها البعض فنقص الراتب يحد من حركة الأسواق والمواصلات ، موضحآ ان نقص الراتب يقلل من القدرات الشرائية مما يؤثر سلبآ على مستوى دخل البائع.
وكحالة كل مواطن غزي فقد ناشد أبو محمد الحكومات ومؤسسات حقوق الإنسان للتحرك لحل هذه الازمة.
ومن جانبها قالت مواطنة رفضت الكشف عن هويتها ، ان الوضع صعب جدا في القطاع ، واوضحت ان اثنين من ابنائها قد استشهدوا وتحاول توفير لقمة العيش لأطفالهم الايتام الذين ليس لهم احد سواها بعد الله ، وتمنت من الله ان يقرب الفرج على اهل قطاع غزة الذين يواجهون المر منذ عدة سنوات في عالم يدعي الحرية والديمقراطية .
وفي نفس السياق واستمرارا للمعاناة قالت أم أحمد وهي ربة منزل وأم لأربعة ابناء تعتمد على راتب زوجها لتدبير أمور منزلها ، انها اصبحت تتابع مجريات الأمور وتقلص من تموين أسرتها والسبب هو التدبير وضمان الحفاظ على ميزانية الشهر بلا اخطاء قد تجعلها تكمل الشهر بدون ان تستطيع شراء الامور الضرورية.
وكشفت أم أحمد انها في الفترة الأخيرة قامت بنقل أولادها من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية في محاولة منها لتوفير المصاريف والصمود في وجه ازمة الرواتب التى أطاحت بأيام الرفاهية التى كانت تعيشها وأسرتها.
وقال المواطن هاشم عسلية ، ان 60% من الراتب افضل من ان لا يكون هناك شئ في ظل حجز اموال السلطة الفلسطينية من الاحتلال ، واكد انه يحاول ان يدبر حياته في بما يتاح له .
والتقت الحياة برس بالبائعة المتجولة ام رائد غبن التي تبيع الفراولة في سوق غزة ، وافادت بأن السوق يتحرك فقط اثناء صرف رواتب موظفي السلطة الفلسطينية والشؤون الاجتماعية لأنه لا يوجد مصادر دخل اخرى لأهالي قطاع غزة.
واضافت ام رائد انها تقضي اوقاتها من الصباح حتى ساعات متأخرة من المساء ويمر عليها اوقات لا تستطيع بيع بضاعتها.
وحول تدبر امرها ومصاريف عائلتها اكدت انها اضطرت الى منع توجه احد ابنائها لاكمال دراسته في الجامعة بسبب عدم مقدرتها توفير رسوم الجامعة والمصاريف اللازمة .
وطالب المواطنون القيادة الفلسطينية العمل على تنفيذ المصالحة بأسرع وقت ممكن لانقاذ قطاع غزة والمواطنين من الانهيار الاقتصادي الذي يعيشون في ظله.
ويذكر ان 70% من الشبان في قطاع غزة يعانون من البطالة ، كما ان الاحتلال يحتجز اموال المقاصة الفلسطينية ولا يسمح بتحويلها للسلطة الفلسطينية التي بدورها لا تستطيع توفير رواتب لموظفيها بشكل مستمر.
وايضا يعاني 40 الف موظف في قطاع غزة من عدم صرف رواتبهم بسبب خلافات سياسية بين الاطراف الفلسطينية المنقسمة والتي وقعت اتفاق المصالحة الذي شابه الكثير من التعقيدات والمشاكل الادارية والتنفيذية.
( تصوير ابراهيم ابو مرسة ، تحرير محمد زريد واسلام القانوع )
calendar_month20/02/2015 08:58 pm