الحياة برس _ فادية عليوة _ هنا لكل زاوية حكاية وكل ركنا يصطحبك الي عبق وأصالة الماضي ، بيت اراد له القدر ان ينجو من التدمير الاسرائيلي بعد أن طال غدره معظم الاماكن في مدينتي لتندثر خلالها المعالم الفلسطينية رويدا رويدا ، عمر هذا المكان تجاوز ال 437 عاما ، يعود اصله الي بيت العلمي الذين حافظو عليه على مر الزمان وسلموه من جيل الي جيل ، لتكون جدرانه الشاهد الوحيد للوحات احلامنا التي لم تتحقق بعد .وسط مدينة غزة  يتواجد سباط العلمي ، هذا البيت الاثرى القديم الذي تحمل حجارته تاريخ القضية الفلسطينية، وتسرد زواياه حياة نضال شعبنا في البقاء ومقاومته ضد الاحتلال الاسرائيلي.و تعتبر الاسبطة من المعالم التاريخية والأثرية الهامة في غزة، وهي أحد عناصر المدينة الإسلامية التي كانت قائمة في مركز غزة التاريخي، والتي تتكون من العديد من المباني والمنشآت التي لا يزال بعضها قائما إلى هذا اليوم مثل المسجد العمري الكبير، وسوق القيسارية، وحمام السمرة، وقصر آل رضوان، وقصر الباشا، وسباط كساب.إسماعيل العلمي "51" عاماً مدير مركز سباط العلمي وابن صاحب هذا البيت ، يسرد بداية اهتمامه بهذا الإرث وترميمه قائلا ” من إيمان والدي بهذا المكان لقيمته الأثرية التي لا تقدر بمال قمنا بترميم هذا البيت ، بعدما عاش والدي فيه مع اعمامى ، قرابة أل 30 عاما ، وتركناه فترة قليلة بعدنا انتقلنا لبيت أخر “وتابع ” هذا البيت كالقصر يحتوى على غرفتين في الطابق الأول وثلاث غرف في الطابق الارضى وقبتين ، وهدم غرفتين منه نتيجة الزحف العمراني في المكان “وقام العلمي ببداية ترميم هذا المكان وذلك بعد التواصل مع دائرة العمارة والتراث في الجامعة الإسلامية مركز إيوان بتوقيع اتفاقية لترميمه بتمويل مؤسسات دولية ومحلية، وأصبح في بداياته مزارا لطلاب الهندسة والعمارة وملتقى الفنانين التشكيلين والكتاب والشعراء .ويعيش العلمي لحظات راحة هنا بعد تحول بيته لمركز فلسطيني ومزارا شعبيا حيث قال “اشعر بسعادة كبرى بعدما أصبح المكان رمزا للقضية الفلسطينية والهوية، والسعادة أيضا على وجوه جيران هذا المكان بعد ترميمه  وشدوا من عزيمتنا”.الجدران الأثرية باتت جزء من حالة فنية تجمع القديم بالحديث وبات مزار للمواطنين والمثقفين الذين ابهرهم سحر هذا المكان، معلم كان جزء من غزة القديمة التي لم يبق من بيوتها سوء القليل جدا.جعل غياب الإمكانيات والقدرة على ترميم البيوت الأثرية في قطاع غزة مصيرها محتوما، ولكن قرار آل العلمي بترميم بيتهم حوله إلى مكان مفضل لكل المهتمين بالثقافة والفن، وبذلك تحول البيت إلى منارة تجمع حولها العشرات من الفنانين من مختلف مناطق القطاع.وتبقى العشرات من البيوت المماثلة رهينة انتظار الهدم لإعادة بنائها وطمس هويتنا ببنايات جديدة، إلا القليل منها الذي اهتمت بها بعض المؤسسات وتعمل على ترميمها والحفاظ عليها لتبقى معلما حضاريا يحمل تاريخ القضية الفلسطينية.بعدسة المصور  :غازي أبو بطنين  سباط العلمى3 سباط العلمى سباط العلمى4