الحياة برس - فادية عليوة - عندما يختار القدر أن يوجع دروبنا حتما سيختار أروع ما نملك ليمتحن بذلك صبر قوانا وقوتنا التي ما ان تلمس اجساد اطفالنا لـ تنهار معها سبل الحياة .عبدالله محيسن "10 سنوات " يعاني من لوكيميا الدم قبل ما يقارب اربع سنوات ومر خلالها بفترة علاج طويلة الامد ،اقيم في معظم كافة مستشفيات القطاع ويصتحبه الألم أخرها كانت مستشفى الرنتيسي للأطفال قبل ان يتم تحويله الي خارج القطاع لعملية زرع النخاع داخل مستشفيات الخط الاخضر وتكللت عمليته بالنجاح .ليعود عبدالله الي القطاع يكمل طقوس طفولته مع افراد عائلته ، لكن أصر المرض ان يشاركه العناء من جديد ويصطحبه رحلة علاج جديدة قبل 3 أسابيع عاني محمد من مغص شديد في البطن ومن خلال الصور والتحليل تم العثور على كتله في المعدة تم اخذ عينة منها وحتى الان لم يتم التعرف على ما هية الكتلة فاما إن كانت حميدة يتم علاجها في القطاع  او سوف تقف حاجزا امام عبدالله لتمنعه من استكمال طفولته .أما محمد سامح العقاد " ثلاث سنوات "خانيونس يعاني محمد من مرض سرطان الدم حيث تعرض لاستنشاق الغازات السامة من صاروخ اسرائيلي انفجر قريبا من منزلهم في الحرب الاخيرة على غزة ، وعلى الرغم من عدم توفر العلاجات اللازمة للطفل في مستشفيات قطاع غزة إلا انه يتلقى الرعاية البسيطة في مستشفى الرنتيسي للأطفال بعد فترة علاج بين مستشفيات غزة والقدس .وتعيش والدة الطفل محمد العقاد واقعا تتخيله حلما مزعجا اثر اصابة ابنها الوحيد بهذا المرض  ، وترفض فكرة مرضه ولكنها تحاول ان تتعايش معه على امل الشفاء التام ."منة محمود  "خمس سنوات - معسكر جباليا - ملاك نائم وكم تمنينا ان تستيقظ لنرى بريق عيونها الطفولي ولكن وقفت احلامها البريئة حاجز بينا ،، تعاني "منة " من تكسر في النخاع مما يلزمها وحدات دم بشكل اسبوعى ،وتحدث والداتها " معاناة طفلتي خلال فترة مرضها كانت وما تزال صعبة رغم ان علاجها متوقف على عملية زرع النخاع ومع وجود المتبرع وهو أخها فما زالت "منة "تنتظر من اكثر من سنتين  تحويله تنهي معها معاناتها مع المرض ".فبالإضافة الى المعاناة التي يتكبدها الأهل بسبب مرض ابنتهم إلا ان معاناة حصولهم على تحويلات طبية وعدم توفر العلاجات اللازمة موضوع اخر بالنسبة لهم مريض السرطان في قطاع غزة لا يمتلك الرعاية الصحية ولا الاهتمام الإنساني الذي يمكن ان يتلقاه أي مريض. يامن ابو الفحم "سنتين "من معسكر جباليا يعاني من تهريب في الكلى تتم فترة علاجه في مستشفى الرنتيسي عن طريق جرعات كرتوزن التي لا غنى عنها لعلاج يمان في هذه المرحلة من عمره ، رغم أنها تعرض جسده الصغير لـ هشاشة في العظام بالإضافة إلى بونات تعب وارهاق تمنعه من التمتع بطفولته ، والجدير ذكره أنه وفي حالة عدم استجابة جسمه لهذه الجرعات سوف يتم تحويله الي مستشفيات الخط الاخضر لاستكمال مرحلة العلاج الكيماوي .من جانبه أكد الدكتور مصطفى العيلة مدير مستشفى الرنتيسي في مدينة غزة  أن مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال يستقبل ما بين 60-70 حالة سنويا من الأطفال المرضى المصابين بمرض السرطان ، وخاصة قسم الأورام هو الوحيد في القطاع الذي يستقبل حالات الأورام من الأطفال ،بحيث يتلقون هنا جزء جيد من العلاج ، إلا ان هناك أجزاء هامة وحديثة مكلفة وغير متوفرة ، مما يضطرنا إلى تحويل الأطفال لاستكمال ومتابعة العلاج خارج القطاع .وأضاف العيلة " ان مستشفيات قطاع غزة تعاني من عدم وجود امكانيات التشخيص الكاملة لمرض السرطان ومعظم الحالات تحتاج الى التحويل الى الخارج وهنا يصطدم المريض بإغلاق معبر رفح والقبول الامني على معبر بيت حانون بالنسبة للمرافقين معه".ويعيش سكان قطاع غزة اوضاعا انسانية صعبة في ظل الحصار المفروض عليهم والإغلاق شبه المستمر للمعابر، مما يؤثر هذا الواقع المرير سلبا على ما يعيشه أطفال الأورام في غزة ليبقيهم حبيسي سرير المرض ويجعل أملهم وذويهم في الحياة معلق بورقة تحويلة لاستكمال علاجهم بالخارج وإنقاذ أحلامهم المسلوبة .عدسة المصور :غازي أبو بطنينمستشفى الرنتيسي1 مستشفى الرنتيسي3 مستشفى الرنتيسي4