"بداية مشوار"
فنان سابق الزمان في جمع أحلامه المسلوبة وتدوينها ونحتها على جدران الزمان لتبقى شاهدة على موهبة خلقت في مدينة تعنى له الأمن والأمان ،فراحت لوحاته تحاكي واقعه وتنسج خيوط حلمه ، حيث شهد عام 2000 بداية انطلاقه ليرسم على جدار مدينته الشهداء والدبابات والأسرى وتوجت صوره جدران المخيمات والشوارع بكافة ألوان النحت والرسم بالنار والبرق والأسبري ."ذكرى من الطفولة"
لم ينسى محمد تلك الجدران التي طالما توجت لوحاته صباه وشبابه والتي لا تزال باقية آثارها إلى اليوم ، يذكر كيف دون موهبته في سطورها الأولى , حينما كان منهمكاً في إحدى خربشته في حضور بعض أطفال الحي الذي يقطن فيه فأتى بحبة " أفوكاتو "وراح يرسم ملامح من خياله على الجدار قائلا لهم " انتظروا خمس دقائق فقط لتشاهدوا سحر وبعد مرور الوقت أصبحت الملامح متكاملة إذا بها تتمازج " الأفوكاتو" باللون البني الغامق وتتمايل أشعة الشمس بين خطوتها وكأنه سحر اختصر موهبة محمد الفطرية ليقف الأطفال في اندهاش متبسمين مما رأوه ."حلم تخطى حدود الواقع"
من زركشة الألوان وتناسقها وسرعة اتقانه لحلمه ترك محمد بصمته المميزة ، رسم مئات الجداريات على مستوى القطاع والضفة والمستوى العربي في لبنان بيروت والإمارات ، حلم "الديرى "الذي لم يتوقع أن يتعدى حدود القطاع إستطاع فرض جناحيه ليوصل رسالته إلى العالم العربي بأكمله ، حينما سافر لبنان ورسم في مخيمات صبرا وشتيلا وأهدى "برج البر أجنه" أجمل لوحاته للقائد الراحل ياسر عرفات ، فقدر تلك الموهبة السفير الفلسطيني في لبنان "أشرف دبور " وساعد محمد في الالتحاق بمعرض "قصر اليونسكو " و"شهداء الأرض ليلمس مبدعنا أفاق واسعة ويجنى ثمار حلمه الأزلي."Arabs Got Talent"
كانت تجربة رائدة عندما تخطت موهبة محمد الإبداع لتجد سبيل السرعة في إتقان الحلم ،يختاره القدر ليشارك في برنامج "آرب جوت تالنت " كان تشجيع من الفنان الفلسطيني محمد عساف بعد ما لمس موهبة محمد وقدر إبداعه ، ليدخل محمد البرنامج وتنال موهبته الصدى الأكبر ، رسم فيروز..وديع الصافي..نجوى كرم وغيرهم من الفنانين .بعد حصوله على مركز متقدم من البرنامج شارك محمد mbc3"" برنامج مسابقات ثلاثين حلقة وبدأ مشوار طويل اصطحبه لعدة مدن عربية "مهرجان صيف دبي" وأيضاً في الضفة الغريبة التى عقد ضمنها عدة معارض وحفلات لعدة جهات رسمية منها خاصة ."حلمه الغزي"
يحلم محمد بعمل مؤسسة للفنون التشكيلية لتدريس موهبة الرسم بكافة أشكاله وتبني المواهب على الصعيد العربي والدولي ، ليوصل هذا الحلم توصيل رسالة للعالم أن الشعب الفلسطيني لم يخلق ليحمل حجارة ويحكم عليه بالحصار وإنما خلق حراً وسيبقى يناضل بالريشة والقلم .يأخذك الوقت هنا ومحمد يروي حكاية حلمه بين ملامح رسمها ودلالات حملت عدة رسائل ، فإن أردت يوما أن تزور الفنان محمد الديري وتشاهد جانباً من إبداعاته فلتحرص على أن تكون متفرغاً ،فلن تشعر ببساط الوقت وهو ينسحب من تحت قدميك ..كما حدث مع فريق الحياة برس .

