الحياة برس - محمد زريد - تزايدت المشاكل المجتمعية والوطنية بسبب الانقسام الفلسطيني بين قطاع غزة والضفة الغربية ،حتى بات يؤثر على جميع مناحي الحياة خاصة في قطاع غزة ، وتزايد وتيرة الحصار الإسرائيلي وتبعه ثلاثة حروب طاحنة ، أدت إلى استشهاد ألاف الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية وعشرات الآلاف من منازل المواطنين . كما أثر الانقسام ، على الحياة العملية وتسبب في زيادة أعداد البطالة خاصة مع تزايد أعداد الخريجين ، والذين يرون أن سنوات طويلة في ظل الانقسام ذهبت سدى من أعمارهم ، إضافة إلى استغناء الحكومة عن مئات الموظفين لديها بسبب أزمة الرواتب الخانقة التى تمر بها . وفي ظل هذه الظروف ، انطلقت عدد من المحاولات الشبابية تحت مسميات مختلفة لإنهاء الانقسام والضغط على طرفيه في غزة والضفة الغربية والتي انتهت بالفشل بسبب عدد من الظروف المختلفة التي لم تستطع هذه المحاولات الاستمرار في مواجهتها. ومن جديد ظهر على الساحة الفلسطينية حراك جديد يطالب بإنهاء الانقسام ، وما يميز هذا الحراك أن من يقوده عدد من المحامين والمثقفين المعروفين في المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة والشتات وأيضاً شخصيات مستقلة ومؤسسات من المجتمع المدني . ولأهمية هذا الموضوع ، أجرت "الحياة برس" لقاءً خاصاً مع الاستاذ "زيد الأيوبي" المنسق العام للحراك الوطني ، من مدينة القدس للحديث عن أهدافه والطرق والوسائل المتبعة لإنجاحه. وخلال اللقاء أكد الأيوبي ، أنه جرى التواصل مع مسؤولين من حركتي فتح وحماس للحديث حول الانقسام الأسود ، واتهم كل طرف الطرف الآخر بالتسبب في إفشال المساعي كما هو معتاد . وأشار إلى أن الحراك لديه عدد من الخطط التي سيعمل على تنفيذها في الضفة الغربية وقطاع غزة للضغط على القيادة الفلسطينية لطي هذه الصفحة المظلمة في تاريخ شعبنا الفلسطيني. مؤكداً أن المواطن الفلسطيني يخشى التحرك في شطري الوطن بسبب حالة القمع التي تمارسها بعض الأطراف المتنفذة. ومن جانبها قالت المحامية "صباح اليازجي" - نائب المنسق العام للحراك الوطني لإنهاء الانقسام - للحياة برس ، أن الحراك انطلق من مدينة القدس ولاقى قبول شعبي واسع لأنه غير تابع لأي حزب سياسي. وأضافت ، إلى أن مؤتمراً تم بين الحراك وتجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة في مدينة غزة لبحث العمل في هذا المجال وتطويره لأن الأهداف واحدة حول توحيد الشعب الفلسطيني. وحول البرنامج الذي يعمل من خلاله الحراك أوضحت اليازجي أن برنامجهم يؤكد على تمسكهم ببقاء منظمة التحرير كبيت جامع لكل الفلسطينيين ، والعمل أيضاً على إنهاء الحكومة الحالية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من المستقلين ، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية على مستوى قطاع غزة والضفة الغربية. وأكدت اليازجى ، أن هذا سيتم، بعد تشكيل لجان تعمل على إجراء التجهيزات اللازمة للانتخابات لا تتجاوز مدتها 4 شهور. وبالنسبة للخطوات العملية على الأرض التي سينفذها الحراك إذا لم يوافق طرفي الانقسام على المقترحات ، قالت ، أنه سيتم دعوة الشعب للخروج الى الشارع والضغط للانصياع لمطالبهم ، كما أن خيار العصيان المدني في الضفة وغزة سيكون مطروحاً. وعمل الحراك على تشكيل لجان في جميع المناطق الفلسطينية لحشد الشعب للخروج إلى الشارع. وفي نفس السياق أكدت ، صباح اليازجى ، أن تهديدات من مجهولين وصلت للقائمين على العمل في الحراك للتوقف عن التحرك والعمل في هذا الاتجاه ، مؤكدة أن هذه التهديدات لن تثنيهم عن عملهم الوطني الذي يسعى لتصحيح البوصلة والعمل على إنهاء الانقسام البغيض الذي شتت تركيز الشعب الفلسطيني عن قضيته الأساسية لقضايا ثانوية. الجدير بالذكر أن الحراك أعلن أن يوم 9 ديسمبر هو يوم للحراك الوطني لإنهاء الانقسام. ويذكر أن الانقسام الفلسطيني استمر ما يقارب الـ 9 سنوات بعد اشتباكات دامية بين الأجهزة الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية وعناصر من حركة فتح وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مما نتج عنه تشكيل حكومتين واحدة في قطاع غزة وأخرى في الضفة الغربية. وأثر الانقسام على النسيج المجتمعي والسياسي والاقتصادي للشعب الفلسطيني، كما أضر بالحراك السياسي الفلسطيني محلياً ودولياً. وشهدت الساحة الفلسطينية والعربية حراكات لإنهاء الانقسام الفلسطيني والذى كان أخرها ما يعرف بـ"اتفاق الشاطئ " قبل ما يقارب العام ونصف العام ، وكان عبارة عن "اتفاق مبدئي" بين الحركتين ، وتم على أثره تشكيل حكومة التوافق الوطني برئاسة الدكتور رامي الحمد الله، ولكن لم يتم تنفيذ بنود الاتفاق والمصالحة فعلياً على أرض الواقع بسبب التجاذبات السياسية والاختلاف بآلية تنفيذ الاتفاق بين طرفي الانقسام. وتواصل حركتي فتح وحماس كيل الاتهامات المتبادلة حول المسؤولية عن تعطيل إتمام المصالحة.