الحياة برس - فادية عليوة - أحمد المغاري - بين ثنايا الوجوه المبتسمة هنالك خفايا من الألم والوجع, تسكن قلوبهم  لتطرق عليهم الباب كلما أشرقت شمس الصباح  لتذكرهم بحزن عميق وعمل شاق يحرمهم طفولتهم ,وينغص عليهم عيشهم وآخرين بمثل عمرهم ,تزينت لهم الحياة بأجمل حلة لتنعم دنياهم وأيديهم بأبهى الألوان ولتبقى ناعمة رقيقة لا خدش فيها .حكومة وسلطات رمت بأبنائها في مستنقع من الفقر والهلاك ,فلم تعد لأحلامهم أي معانى تحمل بداخلها لو أمل ضئيل ,لتصبح طموحاتهم أن يجنوا قوت يومهم ولقمة عيشهم لعلهم يسدون بها جوع الأهل وأنفسهم ,فمبلغ صغير من المال يجنيه أولئك  الأطفال كفيل أن يدخل الفرح المغموس بالألم  لذويهم حين يطرق الباب, وبيده بعض ماجناه طوال يومه ,ليقدمه لعائلته ,مبتسماً وداخله ألف جرح وألم ."إبراهيم " طفل يبلغ من العمر "12عاما" من خانيونس جنوب قطاع غزة, مع إشراقة شمس الصباح يبدأ بجمع ألعابه الصغيرة ,ليقطع مسافة طويلة ,ليضعها على بسطته, ليبيعها لأطفال في سنه لعله يوفر قوت يومه ولقمة عيشه ,لينسى "إبراهيم" وهو غارق في بيع الألعاب أنه طفل مثلهم يحتاج لتلك الألعاب ليشعر بطفولته ,ولكن ظروف الحياة قست عليه لتجعله يحمل همومها قبل أوانه .لم تنتهى تلك القصة الحزينة هنا بل ازدادت قسوة حين أوقفت طفل صغير ظننت أنه صاحب بسطة يسترزق منها  لأسئله عن اسمه وعمره, ومن أين وماذا يجني ليجيبني أنا " مصعب " 10 سنوات من الجلاء " أشحد" فوقفت وصمت عاجزاً عن الكلام , وهو يكرر أنا شحاد  أحصل على بضعة شواكل أعطيها لأمي  حين أرجع للبيت لتعد لنا بعض الطعام .أما "حمزة "14"عاما _ رفح _ بائع للأكلات الشعبية يحتل ذلك المكان كل يوم يأتي صباحاً من الجنوب ليرجع آخر الليل وبيده بقايا طعام ومبلغ ضئيل يكاد يسد رمق أهله عن الحاجة ، حمزة لا يذهب إلى المدرسة فقد اختار طريق والده في البيع ، وحجته الفقر هي الأوجع في موقع مدينة قد أخفت الحكومات فيها جغرافيتهم وتاريخهم المنشود .أما عن بياع البلون الذي يكدس بها أحلامه قبل أن تطير ، وجدته يتشاجر مع أصحابه وعندما اقتربت منه تركوه ورحلوا  ، لم يشعر بالغربة حين أخبرني عن اسمه " أحمد " 10 سنوات _الشجاعية ، طفل له أربع أخوة وأب لا يعمل ليختار أحمد العمل أفضل من سطوة الزمان والأهل والواقع المؤلم ، فهنيئاً  لذلك الزمان يا أحمد قد انضج ملامحك قبل الأوان .ولن تمر  الحكاية  دون أن أخبركم عن بائع الصحف الصغير "تامر "12 "عاماً _ السنافورة  يأتي كل يوم اثنين وخميس على حد قوله ليبيع الصحف  من الصباح وحتى العصر  ، أي أنه يتغيب عن مدرسته في هذه الأيام ، يتحصل تامر وأخيه أحمد من 12 الي 20 شواكل  يومياً وليتهم يعلمون أن بين أيدهم  الصغيرة قد نسجت خيوط  الحلم " الصحيفة " فقد تخلق من مستقبلهم نور ساطع .. ولكن الأبجديات لا تجد سبيلها بين حروف واقعنا وسطور أطفالنا المسلوبة .إلى أين وصلت بنا السفن يا غزتي وأطفالك قد كبروا قبل الأوان ..أنا لا أعفى الأهل بل وألقي المسؤولية الأولى عليهم  ولكن هناك من يشارك في الجريمة ذاتها من يسرق أحلامهم ويزيد من حرمانهم ويمحو ملامح مستقبلهم المجهول ، فهنا حكايات من وجع رسمت ملامحهم النقية وتركنا نحن حرمانهم يكمل اللوحة ولا تظنوا بأنها ستبقى نقية كما كانت ..10362374_490308314483104_1849061933048960998_n11218929_490313584482577_1179060166854783552_n12109287_490310261149576_5477565920864609356_n12036705_490308317816437_3071756063549893705_n