الحياة برس - سماح عوض - في الحرب الأخيرة على قطاع غزة ليس البشر وحدهم هم هدف آلة الموت الإسرائيلية، فلقد كان للأراضي الزراعية نصيب كبير من الدمار والتجريف .ففي موسم الزيتون لم تنتج الأراضي الزراعية نصف ما كانت تنتجه في الأعوام السابقة، وذلك بسبب السموم التي إمتلأت بها الأراضي الزراعية نتيجة الصواريخ والقذائف التى أطلقتها طائرات حربية ودبابات الميكرافاة الإسرائيلية .المواطن محمود زعرب الذي يبلغ من العمر 47 عام والذي يعمل في مجال الزراعة منذ 13 عام حدثنا عن مدى تأثير الحرب على أشجار الزيتون حيث قال في هذا العام كانت كميات الزيتون قليلة جداً وهذا أثر سلباً على الدخل والإنتاج، حيث كانت تكفينا لتلبية احتياجاتنا المنزلية ولكن بعد هذه الحرب أثرت علينا بشكل كبير وهنا قلت الأجور والحوافز التي كنا نعطيها من قطف الزيتون للعمال .وأضاف أن الصواريخ الموجهة من الإحتلال الإسرائيلي على الأراضي الزراعية عملت على تلفها ومنع خصوبة التربة ونحن نريد توجيه هذه الرسالة لبعض الدول المعنية في هذا الأمر للعمل على حل هذه القضية .وأنهى إننا نحتاج إلى دعم مادي حتى تستطيع الوزارة إصلاح الأراضي الزراعية ومعالجتها من السموم التي سقطت عليها من الصواريخ الاسرائيلية .ومن جانبه تحدث المواطن سامر أبو زهري الذي يبلغ من العمر 55 عاماً والذي يعمل في مجال الزراعة منذ 10 أعوام عن تأثير الحرب على قطف الزيتون هذا العام .وقال إننا نعاني من قلة كميات الزيتون مقارنة مع الأعوام السابقة، مضيفاً أننا كنا نحقق أرباحاً كثيرة تغطي إحتياجاتنا ولكن في هذا العام ومن بعد الحرب قلت الأرباح وزادت المخاسر لدى وزارة الزراعة .كما وأثرت المواد الكيماوية على خصوبة التربة وموت الأشجار وحرقها وتدمير البنية التحتية .وفي لقاء خاص للحياة برس مع الاستاذ  سعيد أبو عقلة المسؤول في وزارة الزراعة قال لقد أثرت الحرب بشكل سلبي على أشجار الزيتون والأراضي الزراعية بأكملها، ونحن في هذه الوزارة تعرضنا لضرر كبير وهذا أثر على كمية الإنتاج التي كنا نحققها في الأعوام الماضية .وأشار إننا تعرضنا لمخاسر كبيرة لا تخطر في بال أحد، وكميات الزيتون قليلة جدا ولا تحقق أرباح كما نتوقع كل عام .وبيّن أن للصواريخ الإسرائيلية أثر سلبي على أراضينا الزراعية، حيث كانت تسقط على الأشجار وهي تحمل مواد سامة تؤدي إلى إلحاق الضرر بالأراضي الزراعية مثل تدمير البنية التحتية وحرق الأشجار وكان للزيتون مستقبل جيد ولكن قبل هذه الحرب التي تعرضنا لها ولكنها الآن ليس لها مستقبل ولا يوجد أرباح كثيرة مثل الأعوام السابقة ونحن نحتاج إلى كثير من الدعم لنقوم بتنمية الأراضي الزراعية وإصلاحها حتى نستطيع إرجاع كميات الإنتاج التي كنا نحققها في الأعوام السابقة .ويذكر أن قطاع غزة واجه عام 2014 أطول حرب في تاريخ الصراع مع الإحتلال الإسرائيلي، حيث إستمر العدوان 51 يوماً وقصفت طائرات الإحتلال الحربية الأراضي الزراعية بشكل واسع كما قصفت العشرات من المنازل والأبراج السكنية، مما أدى لإستشهاد أكثر من 2200 مدني، وإصابة الآلاف وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين .